قوله:"كل حديقة"، ويروى: كل قرارة، أي: جادت بمطر جود، و"البكر" السحابة في أول الرَّبيع التي لم تمطر، و"الحرة": البيضاء، وقيل: الخالصة [وحرّ كل شيء: خالصه](٢)، ومن روى:"ثرة" فهو المليء، وكذلك الثرثارة، والقرارة: كل مطمئن من الأرض يجتمع فيه السيل، فإذا اشتد الريح رأيت له حبكًا وطرائق فكان لقراره مستقر السيل.
قوله:"فتركن كل حديقة" معناه: أن الماء لما اجتمع استدار أعلاه فصار كَدَور الدرهم، ويقال: شمه بياضه ببياض الدرهم.
الإعراب:
قوله:"جادت": فعل ماض، وقوله:"كل عين" كلام إضافي فاعله، قوله:"عليه" في محل النصب على أنَّه مفعول، والضمير يرجع إلى النبت في البيت السابق، وهو قوله:
قوله:"ثرة" بالجر صفة للعين، قوله:"فتركن": محمول على المعنى؛ لأن المعنى: جادت عليه السحاب، ولو كان في الكلام لجاز؛ فترك كل قرارة على لفظ كل، وتركت ترده على بكر، قوله:"وكل حديقة": كلام إضافي منصوب بقوله: "تركن"، قوله:"كالدرهم" الكاف للتشبيه، و"الدرهم مجرور به.
والاستشهاد فيه:
في قوله: "جادت" حيث أنث مع إسناده إلى لفظة: "كل" لاكتساب كل التأنيث من المضاف إليه بإضافته فافهم (٣).
(١) في (أ): وهي. (٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٣) ينظر شرح الأشموني بحاشية الصبان (٢/ ٢٤٧، ٢٤٨).