٣١ - يا صَاحِ لو كنتَ لي ألْفَيتَنِي بَشَرًا … سَمْحًا كَرِيمًا أُجَازِي مَنْ يُجَازِيني
٣٢ - واللَّه لو كَرْهَت كفي مُصاحبتي … لقلت إذ كَرِهَتْ قربي لها بِيني
٩ - قوله:"لاه ابن عمك" أي: لله درّ ابن عمك، قوله:"ولا أنت دياني كمخزونيّ" قال ابن السكيت: أي: ولا أنت مالك أمري فتسوسني، ومادة فتخزوني: الخاء والزاي العجمتان والواو، يقال: خزاه يخزوه خزوًا: ساسه وقهره، وأما الخزْيُ فهو من خَزِيَ يَخْزِي خزيًا، أي: ذلّ وهان.
الإعراب:
قوله:"لاه ابن عمك" قد قلنا: إن أصله: لله درُّ ابن عمك، وهذا يقال في المدح، ومعناه: لله خير ابن عمك، والدّرّ: اللبن، يقال في الذم: لا درّ درُّهُ، أي لا كثر خيره، وقوله:"در ابن عمك": كلام إضافي مبتدأ، و "لله" مقدمًا خبره.
قوله:"لا أفضلت" جملة منفية، و "في حسب" متعلق به، "ولا أنت"؛ عطف عليه، وأنت: مبتدأ، و "دياني": خبره، وأصله: ديانني حذفت نون الوقاية للتخفيف فصار: دياني، قوله:"فتخزوني" مرفوع.
والمعنى: ما أنت دياني فما تخزوني، وذلك لأن شرط النصب بعد الفاء التي تقع جواب النفي أن يكون خالصًا من معنى الإثبات، فإن لم يكن خالصًا تعين الرفع نحو: ما أنت إلا تأتينا فتحدثنا، وما تزال تأتينا فتحدثنا، على معنيين.
الأول: نفي الإتيان والحديث، أي: ما تأتينا فما تحدثنا.
والثاني: نفي الإتيان وإثبات الحديث، أي: ما تأتينا فأنت تحدثنا (١)، وقوله:"فتخزوني" على المعنى الأول فافهم.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"عني" فإن عن هاهنا بمعنى على، أي: لا أفضلت في حسب عليَّ (٢).
(١) ينظر المقتضب للمبرد باب الفاء (٢/ ١٤) وما بعدها. (٢) ينظر شرح الكافية الشافية لابن مالك (٨٠٩).