٦ - سَلِي الناسَ هَلْ خَبَّرْتُ سِرَّكِ مِنْهُمُ … أخَا ثِقَةٍ أوْ ظَاهرَ الغِشِّ بَادِيَا
٧ - وأخرُجُ مِنْ بيْنِ البُيُوتِ لَعَلَّنِي … أُحَدِّثُ عَنْكَ النَّفسَ في السَّرِّ خَالِيا
٨ - وَإِنِّي لأَسْتَغشِي ومَا بي نَعْسَةٌ … لَعَلَّ خَيَالًا مِنْكِ يَلْقَى خَيَالِيَا
٩ - أقولُ إذا نفسي من الوجدِ صَعَّدَتْ … بِهَا زفْرَةٌ تَعتَادُهَا هِيَ مَا هِيَا
١٠ - أشَوقًا ولَمَّا يَمْضِ لي غَير لَيلَةٍ … رُوَيدَ الهَوَى حتَّى تَغيبَ ليَالِيَا
١١ - تَمُرُّ الليالي والشُّهورُ ولا أرَى … غَرَامِي بكم يَزدَادُ إلا تَماديَا
١٢ - وقدْ يَجْمَعُ اللهُ الشَّتِيتَيِن بعْدَمَا … يَظُنَّانِ كُلَّ الظَّنِّ أَنْ لا تَلاقِيَا
١٣ - تَسَاقَطُ نفْسِي حِيَن ألْقَاكِ أنْفُسًا … يَرِدنَ فَمَا يَصْدُرْنَ إلا صَوَادِيَا
١٤ - فإنْ أحْيَ أوْ أَهْلَكْ فَلسْتُ بزَائِلٍ … لَكُمْ حَافِظًا مَا بَلَّ رِيقٌ لِسَانِيَا
١ - قوله: "لبنى" بضم اللام وسكون الباء الموحدة وفتح النون، وهو اسم محبوبته، ويروى: ليلى، ويروى: سلمى.
٣ - قوله: "واهيًا": من وهي إذا سقط.
١٢ - قوله: "الشتيتين": تثنية شتيت [وهو الشيء المتفرق؛ من شتَّ يشت شتاتًا وشتًّا] (١)، أي: تفرق، وأراد بالشتيتين المحبين المتباعدين اللذين لا يقدران على الاجتماع لعلة من العلل.
الإعراب:
قوله: "وقد يجمع الله" الواو للعطف، وقد للتقليل، ويجمع: فعل، واللَّه: فاعل (٢)، و "الشتيتين": مفعوله، قوله: "بعد": نصب على الظرف، وكلمة: "ما " مصدرية، أي: بعد ظنهما كل الظن (٣)، والضمير في: "يظنان" يرجع إلى الشتيتين، قوله: "كل الظن": كلام إضافي منصوب على النيابة عن المصدر.
قوله: "أن لا تلاقيا" أن مخففة من الثقيلة، وهي مع اسمها وخبرها سدَّت مسد مفعولي يظنان، والتقدير: يظنان أنه لا تلاقيا، وضمير الشأن هو اسم إن، وخبره قوله: "تلاقيا"، وكلمة: "لا" للنفي، و "تلاقيا": اسمها، وخبرها محذوف تقديره: لا تلاقي حاصل، والألف فيه للإطلاق.
(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٢) في (أ): فاعله.
(٣) في (أ): ذلك الظن.