٢ - تَصَامَمْتُهُ حَتَّى أتَانِي يَقينُهُ … وَأفْرَعَ مِنهُ مُخطِئٌ ومُصيبُ
٣ - وحُدِّثتُ قَومِي أحْدَثَ الدَّهْرَ فِيهُمُ … وعَهدُهُمُ بِالحَادثَاتِ قَريبُ
٤ - فإنْ يكُ حقًّا ما أتَانِي فإنَّهمُ … كِرامٌ إذا ما النَّائِبَاتُ تَنُوبُ
٥ - فقيرُهم يُبدِي الغِنَى وغَنيُّهُم … له وَرَقٌ للسَّائِلينَ رَطِيبُ
٦ - ذَلُولُهُمُ صَعْبُ القِيادِ وصَعبُهُمُ … ذَلُولٌ لِحَقِّ الراغِبيَن رَغُوبُ
٧ - إذا رَنَّقَتْ أخْلاقَ قَومٍ مُصِيبَةٌ … تُصَفَّى بِهَا أخْلاقُهُمْ وتَطِيبُ
٨ - ومَنْ يَغمُرُوا مِنهُمْ بِفَضْلٍ فإنَّهُ … إذا مَا انْتَمَى فيِ آخرِينَ نَجِيبُ (١)
١ - قوله: "بأعلى القنتين" بالقاف والنون، والقنتان: جبل مشرف بعض الأشراف وليس فيه شواهق ولا صخور.
٢ - قوله: "تصاممته" أي: تصاممت عنه حتى أتاني يقينه، أي: تكلفت أن لا أسمعه حتى أتتني صحته، قوله: "وأفرع" بالراء والعين المهملتين، أي: صادف القرع -بفتحتين، وهو اسم موضع، ويروى: أفزع -بالزاي- من الفزع وهو الخوف، وأراد بـ"الخطئ": الذي كذبه، و "المصيب" الذي صدقه.
٥ - قوله: "له وَرَق" بفتح الواو والراء، قال الجوهري: الورق: المال من دراهم وإبل وغير ذلك (٢).
٦ - قوله: "ذلوهم صعب" أي أنهم ممتنعون على من رامهم، مُنْقَادُون لمن سالمهم ورغب إليهم.
٧ - قوله: "إذا رنقت" أي: إذا كدرت، من قولهم: ماء رنق بالتسكين، أي: كدر، ومادته: راء ونون وقاف.
الإعراب:
قوله: "أتاني": جملة من الفعل والمفعول، وقد تنازع هو وقوله: "فلم أسرر به" وقوله: "جاءني" في قوله: "كتاب"، وقوله: "فلم أسرر به" على صيغة المجهول وترك الإدغام [فيه للضرورة] (٣) مع جواز ذلك في غير الضرورة.
والضمير في: "به" ورجع إلى الكتاب الذي هو فاعل أتاني؛ لأن الفاعل فيه مضمر على تقدير إعمال جاءني، وإن أعملت أتاني يكون الفاعل ظاهرًا ويكون فاعل جاءني مضمرًا، قوله:
(١) روايته في (ب):
ومن يعمرا ..... … ...........................
(٢) الصحاح مادة: "ورق".
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (ب).