° [١٥٤٢٣] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِسْطَاسَ عَنْ خَيْبَرَ، قَالَ: فَتَحَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَانَتْ جَمْعًا لَهُ حَرْثُهَا، وَنَخْلُهَا، قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ لِلنَّبِيِّ (٢) - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ رَقِيقٌ، فَصَالَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَهُودًا:"عَلَى أَنَّكُمْ تَكْفُونَا الْعَمَلَ (٣)، وَلَكُمْ شَطْرُ التَّمْرِ، عَلَى أَنِّي أُقِرُّكُمْ مَا بَدَا لِهِ وَرَسُولِهِ"، فَذَلِكَ حِينَ بَعَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ابْنَ رَوَاحَةَ يَخْرُصُ (٤) بَيْنَهُمْ، فَلَمَّا خَيَّرَهُم، أَخَذَتِ الْيَهُودُ التَّمْرَ، فَلَمْ تَزَلْ خَيْبَرُ بِأَيْدِي الْيَهُودِ عَلَى صُلْحِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، حَتَّى كَانَ عُمَر، فَأَخْرَجَهُمْ، فَقَالَتِ الْيَهُودُ: أَلَيْسَ قَدْ صَالَحَنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: بَلْ عَلَى أَنَّهُ يُقِرُّكُمْ فِيهَا مَا بَدَا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهَذَا حِينَ بَدَا لِي أَنْ (٥) أُخْرِجَكُمْ، فَأَخْرَجَهُمْ، ثُمَّ قَسَمَهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ افْتَتَحُوهَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَمْ يُعْطِ مِنْهَا أَحَدًا لَمْ يَحْضُرِ افْتِتَاحَهَا، فَأَهْلُهَا الْآنَ الْمُسْلِمُونَ لَيْسَ فِيهَا الْيَهُود، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُقَاضَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَهُودَ أَهْلِ خَيْبَرَ:"عَلَى أَنَّ لَنَا نِصْفَ التَّمْرِ وَلَكُمْ نِصْفَه، وَتَكْفُونَا الْعَمَلَ".
(١) نجران: تقع جنوب المملكة العربية بمسافة (٩١٠) كيلو مترات جنوب شرقي مكة في الجهة الشرقية من السراة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٢٨٦). (٢) تصحف في الأصل إلى: "النبي"، والتصويب من الطبراني في "الكبير" (١٣/ ١٧٦) من طريق المصنف، به. (٣) قوله: "تكفونا العمل" تصحف في الأصل إلى: "تكفوا بالعمل" والتصويب من المصدر السابق. (٤) الخرص: حزر (تقدير) ما على النخلة والكرمة من الرطب تمرا ومن العنب زبيبا. (انظر: النهاية، مادة: خرص). (٥) ليس في الأصل، واستدركناه من المصدر السابق.