فَابْتُلِيَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ، وَهُوَ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ، فَجَاءَ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ أَدْرَكَ عَلَى امْرَأَتِهِ رَجُلًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} الْآيَةَ إِلَى {الصَّادِقِينَ}[النور: ٦]، فَلَمَّا شَهِدَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "قِفُوهُ (١) فَإِنَّهَا وَاجِبَةٌ"، ثُمَّ قَالَ لَهُ:"إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَتُبْ"، قَالَ: لَا وَاللَّهِ، إِنِّي لَصَادِقٌ، ثُمَّ مَضَى عَلَى الْخَامِسَةِ، ثُمَّ شَهِدَتْ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "قِفُوهَا (٢) فَإِنَّهَا وَاجِبَةٌ"، ثُمَّ قَالَ لَهَا:"إِنْ كُنْتِ كَاذِبَةً فَتُوبِي"، فَسَكَتَتْ سَاعَةً ثُمَّ قَالَتْ: لَا أَفْضَحُ قَوْمِي سَائِرَ الْيَوْمِ، ثُمَّ مَضَتْ عَلَى الْخَامِسَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنْ جَاءَتْ بِهِ كَذَا، وَجَاءَتْ بِهِ كَذَا (٣) فَهُوَ لِفُلَانٍ"، فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى الْمَكْرُوهِ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ مَعْمَرٌ: فَبَلَغَنِي (٤) أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:"لَوْلَا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ لَكَانَ (٥) لِي فِيهِ أَمْرٌ".
° [١٣٣٢٤] عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ (٦)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ حِينَ تَلَاعَنَا، وَقَالَ:"إِذَا وَضَعَتْ فَأْتُونِي بِهِ قَبْلَ أَنْ تُرْضِعَهُ"، وَقَالَ:"إِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْوَدَ جَعْدًا (٧) قَطَطًا (٨) فَهُوَ لِلَّذِي رُمِيَتْ بِهِ، وإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَحْمَرَ سَبِطًا (٩)، فَهُوَ مِنْ زَوْجِ الْمَرْأَةِ"، فَجَاءَتْ بِهِ أَسْوَدَ جَعْدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ أَمْرَهُ لَبَيِّنٌ * لَوْلَا مَا قَضَى اللهُ فِيهِ".
(١) كأنه في (س): "أخبره"، والمثبت موافق لما في المصدرين السابقين. (٢) كأنه في (س): "أخبرها"، والمثبت موافق لما في المصدرين السابقين. (٣) قوله: "وجاءت به كذا" ليس في (س)، وفي "تفسير الطبري": "إن جاءت به كذا وكذا فهو لزوجها، وإن جاءت به كذا وكذا فهو للذي قيل فيه ما قيل". (٤) في (س): "وبلغني". (٥) في الأصل: "كان"، والمثبت من (س) فهو أليق. (٦) في الأصل: "الحسين"، والتصويب من (س). (٧) الجعد: الذي في شعره التواء. (انظر: المصباح المنير، مادة: جعد). (٨) القطط: الشديد الجعودة، مثل: رءوس السودان. (انظر: المشارق) (١/ ١٥٨). (٩) السبط: المنبسط والمسترسل الشعر، والجمع: أسباط. (انظر: النهاية، مادة: سبط). * [س/٢٧].