قَالَ: وَقَالَتْ زَيْنَبُ: وَدَخَلْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، حِينَ تُوُفِّيَ أَخُوهَا، فَدَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَّتْ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَتْ: أَمَا (٦) وَاللَّهِ مَا لِي حَاجَةٌ بِالطِّيبِ، غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ (٧): "لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا".
قَالَتْ زَيْنَبُ: وَسَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تقُولُ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى (٨) رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ (٦) ابْنَتِي تُوُفِّيَ زَوْجُهَا وَقَدِ اشْتَكَتْ عَيْنَيْهَا (٩)، أَفَأُكَحِّلُهَا؟ قَالَ:"لَا"، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ، يَقُولُ:"لَا"، ثُمَّ قَالَ:"إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا (١٠) "، وَقَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَرْمِي بِالْبَعْرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ.
(١) الصفرة: الورس والزعفران. (انظر: الصحاح، مادة: صفر). (٢) الخلوق: طيب مركب يتخذ من الزعفران وغيره، تغلب عليه الحمرة والصفرة. (انظر: النهاية، مادة: خلق). (٣) في (س): "بعارضها". العارضان: مثنى: عارض، وهو: صفحة الخد. (انظر: النهاية، مادة: عرض). (٤) بعده في (س): "من". (٥) قوله: "ثلاثة أيام" وقع في (س): "ثلاث ليال". (٦) ليس في (س). (٧) قوله: "يقول على المنبر" وقع في (س): "على المنبر يقول". (٨) من (س). (٩) في (س): "عينها". (١٠) كذا في الأصل، (س) بالنصب، وهو الموافق لما في "كنز العمال" (٢٨٠٠٦) معزوا للمصنف، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٩/ ٤٨٩) بعدما رواه بالنصب أيضا: "كذا في الأصل بالنصب على حكاية لفظ القرآن".