قال الشيخ أبو الحسن (١) رحمه الله تعالى: قال أصحابنا: لا يصحّ الصوم إلا بنيَّةٍ، وقال زفر: إن كان مقيمًا صحيحًا مُمسكًا، فهو صائمٌ وإن لم ينو الصوم، وذكر أبو الحسن: أنّ مذهب زفر: أنّ صوم الشهر يصح بنيةٍ واحدةٍ.
والدليل على وجوب النية: قوله ﵊: "إنما الأعمال بالنِّيات"(٢)؛ ولأنها عبادةٌ مقصودةٌ لنفسها كالصلاة.
وجه قول زفر: أنّ الصوم في [شهر] رمضان مستحقّ العين، فلا يفتقر إلى نيّةٍ، كردّ الودائع.
٧٨٤ - [فَصْل: صيام رمضان بنية واحدة]
قال أصحابنا: يجب عليه النية لكلّ يومٍ. وقال مالك: يصحُّ صوم جميع الشهر بنيّةٍ واحدةٍ (٣).
لنا: أنّ كلّ يومٍ عبادةٌ منفردةٌ، بدلالة أنّ ما يفسد أحد اليومين، لا يفسد الآخر، وفي كلّ يومين زمانٌ ليس بزمان لهما، فصار كالعبادات المختلفة والصلوات.