قال الشيخ رحمه الله تعالى: الأصل في صلاة الكسوف: ما روى أبو مسعود الأنصاري: أن النبي ﷺ قال: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا حياة أحد من الناس، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموهما فقوموا فصلوا"(١).
وروى أبو موسى قال:"انكسفت الشمس في زمن رسول الله ﷺ، فقام فزعًا يخشى أن تكون الساعة، حتى أتى المسجد، فقام يصلي، فأطال القيام والركوع والسجود، وقال: "إن هذه الآيات ترسل لا لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله تعالى مرسلها ليخوِّف بهما عباده، فإذا رأيتم شيئًا من هذه فافزعوا إلى ذكر الله واستغفروه" (٢).
وروى ابن مسعود قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، فقال الناس: إنما انكسفت لموت إبراهيم، فقام ﵊ فخطب فقال: "إذا رأيتم ذلك، فاحمدوا الله، وكبِّروه، وسبِّحوه حتى تنجلي، ثم نزل فصلَّى ركعتين" (٣).
فهذا يدل على أن من سنة الكسوف الصلاةَ.
(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" (١٠٤١)؛ ومسلم ٢: ٦٢٨ (٢٢). (٢) أخرجه البخاري (١٠٥٩)، ومسلم ٢: ٦٢٨ (٢٤). (٣) أخرج نحوه ابن خزيمة في "صحيحه" (١٣٧٢)، والبزار في "مسنده" (١٥٩١)، وابن المنذر في "الأوسط" (٢٨٨٨).