لنا: أن مخالطة الطاهرات لا يمنع الوضوء بالماء، فجاز الوضوء به مع تغير أوصافه كالطين والنفط.
٩٠ - [فَصْل: الوضوء بالماء المستعمل]
قالوا: ولا يجوز الوضوء بالماء المستعمل.
وقال مالك: يجوز الوضوء به (٢).
لنا: قوله ﷺ: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ولا يغتسلن فيه من الجنابة"(٣). والنهي عن الاغتسال يدل على الفساد؛ ولأن الفقهاء اختلفوا فيمن معه من الماء ما لا يكفيه للوضوء [هل] يستعمله أم لا؟ ولم يقل أحد منهم أنّه يستعمله في كل أعضائه، فلو جاز الوضوء بالماء المستعمل لنقلوه من عضو إلى عضو؛ ولأنه لما زال به [المانع] عن فعل الصلاة، فلم يجز الوضوء به، كالماء الذي غسل به النجاسة (إذا تغير).
٩١ - [فَصْل: حكم الماء المستعمل]
وروى محمد عن أبي حنيفة: أن الماء المستعمل طاهر غير مطهر للأحداث.
(١) انظر: رحمة الأمة ص ٢٩. (٢) ونقل مذهب مالك في استعمال الماء المستعمل خليل "وكره ماء مستعمل في حدث وفي غيره تردد" للمتأخرين في النقل. المختصر ص ١٠، الخرشي ١/ ٧٥؛ ومذهب الشافعي على الصحيح وأحمد أن المستعمل في طهارة الحدث، طاهر ليس بطهور. انظر القدوري ص ٤٥؛ المهذب ١/ ٤٩؛ المنتهى ١/ ١٥؛ رؤوس المسائل الخلافية ١/ ٨٦. (٣) تقدم تخريجه.