وهذا الرفع عندنا ليس بواجب؛ لأن النبي ﵊ قال للأعرابي:"ثم كبّر"، ولم يأمره برفع اليدين؛ لأنه رفع لأجل الذكر، فصار كالرفع في تكبيرات العيدين، ليس بواجب.
٣١٦ - [فَصْل: صفة رفع اليدين]
وصفة الرفع: أن يرفع يديه حتى يحاذي بإبهاميه شحمة أذنيه، وهو قول أبي موسى الأشعري، وقال أبو ميسرة: كان أصحابنا إذا استفتحوا الصلاة رفعوا أيديهم إلى آذانهم، وروي عن ابن عمر: الرفع إلى المنكبين، وكذلك عن عمر، وأبي هريرة.
لنا: حديث عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال:"كان النبي ﵊ يرفع يديه حتى يحاذي بإبهاميه شحمة أذنيه"(١)، ويُروى:"قريبًا من أذنيه"(٢)، ويروى (٣): "كان يرفع يديه عند شحمة أذنيه"(٤)، وكذلك روى أبو مسعود الأنصاري (٥)، وروى مالك بن الحويرث فقال: "حتى يحاذي بها فروع
(١) أخرجه أبو داود (٧٣٧)، والنسائي (٨٨٢)، وأحمد في المسند ٤/ ٣١٦، ثلاثتهم من طريق آخر، عن وائل بن حجر، فذكره. (٢) هذه رواية البراء أخرجها أبو داود (٧٥٠). (٣) في ب (وكذلك عبد الجبار بن وائل عن أبيه: أن رسول الله ﷺ كان يرفع يديه عند شحمة أذنيه). (٤) لم أجد هذا اللفظ. (٥) أخرج أحمد في مسنده ٥/ ٢٧٤، حديث أبي مسعود الأنصاري في وصف صلاة رسول الله ﷺ، وفيه: فقام فكبر ورفع يديه.