روى الأوزاعي عن واصل بن أبي جميل] (١) عن مجاهد قال: كره رسول الله ﷺ من الشاة الذَّكَر، والأُنْثَيَيْن، والقُبُل، والغَدَد (٢)، والمَرَارَة (٣)، والمَثَانَة (٤)، والدَّم (٥).
قال أبو حنيفة: الدَّمُ حَرَامٌ، وأكره الميتة؛ وذلك لقوله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ﴾ [المائدة: ٣]، فلما تناول النَّصّ الدم، قطع بتحريمه وكره ما سواه؛ لأنه ممّا تستخبثه الأنفس وتكرهه، وهذا المعنى سبب الكراهية؛ لقوله تعالى: ﴿وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ [الأعراف: ١٥٧].
وروي عن ابن عمر [أنه] سئل عن القنفذ، فتلا قوله: ﴿قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ﴾ [الأنعام: ١٤٥]، فقال شيخ عنده: سمعت
(١) ما بين المعقوفتين (قدر صفحتين) سقطت من أ، والمثبت من م، ج. (٢) "الغُدَّة: عُضو مُفرز مكوّن من خلايا له قناة"، وجمعها: غَدَد. (٣) "المَرَارة: كيس لاصق بالكبد، تختزن به الصفراء، وهي تساعد على هضم المواد الدهنية، وجمعها: مَرَار" المعجم الوجيز (مرر). (٤) "المَثَانة: كيس أسفر البطن، يتجمع فيه البول إفراز من الكُلْيتين". المعجم الوجيز (مثن). (٥) أورده العراقي في المغني عن حمل الأسفار بلفظ (كان لا يأكل … )، وقال: "البيهقي من حديث ابن عباس بإسناد ضعيف، ورواه البيهقي من رواية مجاهد مرسلًا"، ١/ ٦٥٥؛ رواه محمد في كتاب الآثار وذكر بدل (القبل) الحيا، ص ١٧٩.