قال الشيخ أبو الحسن (١) رحمه الله تعالى: الاعتكاف (٢) سنّةٌ، والأصل فيه قوله تعالى: ﴿وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة: ١٨٧]، فأضافه إلى المساجد المختصَّة بالقرب، ومنع الأزواج من الوطء المباح لأجله، وقال: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾ [البقرة: ١٨٧].
وروت عائشة (٣) وأبو هريرة (٤): أنّ النبي عَلَيْهِ الصَّلَاةُ السَّلَامُ كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفاه الله تعالى.
وقال الزهري: عجبًا للناس، تركوا الاعتكاف، وقد كان رسول الله ﷺ يفعل الشيء ويتركه، ولم يترك الاعتكاف منذ دخل المدينة إلى أن مات (٥).
وقد قال عطاء الخرساني: مَثلُ المعتكف مثل عبدٍ ألقى نفسه بين يدي الله، يقول: لا أبرح حتى تغفر لي (٦)(٧).
(١) (الشيخ أبو الحسن) سقطت من ب. (٢) الاعتكاف لغة: "مشتق من العكوف: وهو الملازمة والحبس والمنع". وفي الشرع: "هو اللبث والقرار في المسجد مع نية الاعتكاف". الجوهرة ص ٨٧. (٣) أخرجه البخاري (١٩٢٢)؛ ومسلم (١١٧٢). (٤) البخاري (١٩٣٩). (٥) ذكره ابن نجيم في البحر الرائق (٢/ ٣٢٢). (٦) في ب (يغفر لي ربي). (٧) ابن عدي في الكامل (٥/ ٣٥٩).