وقد روي عن عمر (١)، وابن مسعود (٢)، وابن عمر (٣)، وأنس (٤) مثل قولنا، وروي عن عمر رواية أخرى: أنّه لليلة الماضية (٥)، وهو قول عليٍّ (٦) وعائشة (٧).
وجه قولهما: قوله عَلَيْهِ الصَّلَاةُ السَّلَامُ: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته"، والمراد بالرؤية الماضية؛ ولأنّ الهلال أقرب إلى الليلة المُستقبلة منه إلى الليلة (٨) الماضية، فكونه لها أولى.
وجه قول أبي يوسف: أنّه لا يُرى قبل الزوال، إلا أن يكون لليلتين، فوجب أن يحكم بوجوب الفطر.
٨٦٢ - فَصْل:[القضاء بعدد أيام الفطر]
قال أبو يوسف: إذا صام أهل مصرٍ تسعة وعشرين [يومًا]، وأفطروا للرؤية،
(١) في ب (ابن عمر)، والصواب المثبت، والحديث عن عمر رواه الدارقطني في السنن (٢/ ١٦٩)؛ والبيهقي في الكبرى (٤/ ٢١٢). (٢) البيهقي في الكبرى (٤/ ٢١٣). (٣) (وابن عمر) سقطت من ب، والحديث عنه رواه عبد الرزاق (٤/ ١٦٦)، وابن أبي شيبة (٢/ ٣١٩)، والبيهقي في الكبرى (٤/ ٢١٣). (٤) ابن أبي شيبة (٢/ ٣١٨). (٥) في ب (ابن عمر)، وروى البيهقي في الكبرى، من طريق إبراهيم النخعي قال: كتب عمر إلى عتبة بن فرقد: "إذا رأيتم الهلال نهارًا قبل أن تزول الشمس لتمام ثلاثين فأفطروا، وإذا رأيتموه بعدما تزول الشمس فلا تفطروا حتى تصوموا". قال البيهقي: هكذا رواه إبراهيم النخعي منقطعًا، وحديث أبي وائل أصح من ذلك (٤/ ٢١٣). (٦) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٤/ ١٦٣)؛ وابن أبي شيبة (٢/ ٣١٩)، وقال ابن عبد البر في التمهيد: "لا يصح من جهة الإسناد في هذه المسألة شيء عن علي" (٢/ ٤٤). (٧) لم أجده عن عائشة، وذكره الكاساني في البدائع (٢/ ٨٢). (٨) سقطت هذه الكلمة من ب.