وقال سعد للنبي ﷺ: أأوصي بثلث مالي؟ فقال:"الثلث، والثلث كثير"(٣)، فأجاز الوصية بذلك.
وروي عن النبي ﵊ أنه قال:"إن الله جعل لكم ثلث أموالكم في آخر أعماركم زيادة في أعمالكم"(٤)، وهذا يدل على جواز الوصية.
وأما وجُوبها: فإنها ليست واجبة [عندنا]، ومن الناس من قال بوجوبها، ومنهم من قال: إنها تجب للوالدين والأقربين إذا لم يكونوا من أهل الميراث.
(١) أراد بالوصايا: ما يعم الوصية والإيصاء، يقال: أوصى إلى فلان، أي: جعله وصيًّا، والاسم منه الوصاية: [هي مقصورة على إقامة الإنسان غيره مقام نفسه بعد وفاته في تصرف من التصرفات، أو في تدبير شؤون أولاده الصغار، ورعايتهم، ويُسمى ذلك الشخص المقام وصيًّا]. وأوصى لفلان، بمعنى: ملكه بطريق الوصي
ثم الوصية: اسم بمعنى المصدر، ثم سمِّيَ به الموصى به وهي تمليك مضاف إلى ما بعد الموت". اللباب (مع الجوهرة) ٢/ ٣٦٧؛ معجم المصطلحات الاقتصادية ص ٣٥٠. (٢) في أ (مجبور). (٣) أخرجه البخاري (١٢٣٣) ومواضع أخرى؛ ومسلم (١٦٢٨). (٤) أخرجه البيهقي في الصغرى ٦/ ٥٥؛ وعبد الرزاق في المصنف ٩/ ٥٥؛ وابن عبد البر في الاستذكار، وقال "روي من وجوه فيها لين" ٧/ ٢٧٤.