بَاب الإكراه الذي يَخْطُرُ على بال المكرَةِ غير ما أُكْرِهَ عليه
قال محمدٌ: ولو أنّ رجلًا قال له أهل الحرب - وقد أخذوه أسيرًا -: لتكفرنّ بالله، أو لنقتلنّك، فقال: قد كفرت بالله، وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان، وله عندنا امرأةٌ، لم تَبِنْ امرأته منه، وقد بيّنا هذا فيما مضى.
قال (١): فإن قال: قد كان خطر ببالي أن أقول لهم: قد كفرت بالله، أريد الخبر عن أمرٍ مضى، فقلت ذلك أريد به الخبر عمّا مضى (٢) والكذب، ولم أكن فعلت ذلك فيما مضى، بانت امرأته منه [عندنا] في الحكم، ولم تبن فيما بينه وبين الله تعالى؛ وذلك لأنّه اعترف أنّه فعل (٣) ما لم يكرهوه عليه، ألا ترى أنهم أكرهوه على إظهار [الكفر](٤)، ولم يكرهوه على الخبر عما مضى، فإذا فعل ما لم يكره (٥) عليه صار كالمبتدئ، ومن أخبر عن كفر سابق بانت [منه] امرأته في الحكم، ولم تَبِن فيما بينه وبين الله ﷿؛ لأنّه لم يعتقد الكفر.
ولو قال: قد خطر على بالي أن أقول: قد كفرت بالله، أريد [به] الخبر بالباطل (٦) عمّا مضى، [فقلت: قد كفرت بالله أريد به ما طُلب منّي، ولم أُرد به
(١) سقطت هذه الكلمة من ب. (٢) في ب (الماضي). (٣) هنا في أفقط زيادة (غير) فحذفت؛ لأن بقاءها تغير المعنى. (٤) في أ (إظهاره) والمثبت من ب. (٥) في ب (مكرهًا). (٦) سقطت هذه الكلمة من ب.