وروى عثمان بن أبي العاص قال: آخر ما عهد إلى رسول الله، أن قال:"صَلِّ بأصحابك صلاة أضعفهم، فإن فيهم الصغير، والكبير، وذا الحاجة"(١).
وعن زرارة بن أوفى قال: كتب عمر إلى أبي موسى: (أن) اقرأ في الفجر: بأول المفصل، وفي العشاء: بأوسط المفصل، وفي المغرب بآخر المفصل) (٢).
٤٢٣ - [فَصْل: قدر القراءة في السفر]
وأما في السفر، فيقرأ فاتحة الكتاب وما شاء من القرآن، هذه رواية "الأصل"، و"الجامع الصغير"(٣)؛ لقوله تعالى: ﴿وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾ [المزمل: ٢٠]، وهذا خطاب المسافرين.
(١) رواه مسلم ١: ٣٤١ (١٨٦)، وأحمد (١٦٢٧٥)، وابن ماجه (٩٨٧)، وابن خزيمة في "صحيحه" (١٦٠٨)، وأبو عوانة في "المستخرج" (١٥٥٦)، وفي ألفاظ بعضها مغايرة. انظر: نصب الراية ٢: ٢٩. (٢) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٢٦٧٢)، وابن أبي داود في "المصاحف" ص ٣٥٣، بلفظ: كتب عمر إلى أبي موسى: "أن اقرأ في المغرب بقصار المفصل، وفي العشاء بوسط المفصل، وفي الصبح بطوال المفصل". والمُفَصَّل: هو ما يلي المثاني من قصار السور إلى آخر القرآن، وسُميَ بالمفصل؛ لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة، وقيل: لقلة المنسوخ منه، ولهذا يسمى بالمحكم أيضًا. وقد اختلف العلماء في أوله، فقيل: من أول سورة "ق"، وقيل: الحجرات، وقيل: القتال، وقيل غير ذلك. وينقسم المفصل إلى ثلاثة أقسام: الأول: الطوال: من سورة الحجرات إلى سورة عبس، وأواسط: من إذا الشمس كورت، إلى سورة الضحى، والباقي قصار المفصل من الضحى إلى آخر القرآن، وقيل غير ذلك. انظر: "البناية في شرح الهداية" ٢/ ٢٨٣؛ "الإتقان" للسيوطي ١/ ٦٢. (٣) انظر: "الجامع الصغير" (مع شرح الصدر) ص ١٥٩ (دار الكتب العلمية).