فقلت: يمين الله أبرح قاعدا … ولو ضربوا رأسي لديك وأوصالي
ولأن أيمُن جمع يمين، ومن قال: عَلَيّ يمينٌ كان حالفًا، وكذلك إذا حلف في ذكر لفظ الجمع، وقالوا كذلك: لعَمْر الله؛ لأن العَمْر هو البقاء، فكأنه قال: وبقاء الله، والبقاء من صفات الذات، وقد قال الله تعالى: ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [الحجر: ٧٢](١).
٢١٧٨ - فَصْل:[الحلف بأمانة الله تعالى]
وقال في الأصل إذا قال: وأمانة الله كان يمينًا (٢)، وقال ابن سماعة عن أبي يوسف: إنه لا يكون يمينًا، وذكر الطحاوي عن أصحابنا جميعًا: أنه ليس بيمين.
وجه ما في الأصل: أنه: أنه ليس شيء بعينه يشار إليه بأنه أمانة الله، فلم يبق إلا أن يريد به الصفة، فكأنه قال والله الأمين.
وجه ما ذكره الطحاوي: أمانة الله من فعله، فصار كقوله ورحمة الله.
٢١٧٩ - فَصْل:[الحلف بقوله: ووجه الله تعالى]
قال: وإن قال ووجهِ الله فهو يمين، روى ذلك ابن سماعة عن أبي يوسف عن أبي حنيفة؛ وذلك لأن الوجه يذكر ويراد به الذات، قال الله تعالى: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٢٧]، أي ذاته.
(١) انظر: شرح مختصر الطحاوي ٧/ ٣٩٥. (٢) بل قال في الأصل: "لو حلف رجل … ، أو قال: أمانة الله، أو دعا على نفسه بغير ذلك، فليس في شيء من هذا يمين، ولا كفارة إذا حنث، إنما هذا دعاء على نفسه. الأصل ٢/ ٢٧٧.