قال الشيخ [أبو الحسن] رحمه الله تعالى: إذا غُمَّ على الناس الهلال في شهر رمضان، فعليهم أن يُكملوا عدَّة شعبان ثلاثين يومًا، ثم يصوموا؛ لما روي عن النبي ﷺ أنّه قال:"صُوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم، فعدوُّا ثلاثين من شعبان"(١)، وكذلك إن غُمَّ عليهم هلال شوال، أكملوا عدة رمضان ثلاثين يومًا، للخبر [السابق]، ولأنّ الأصل بقاء الشهر، فلا ينتقل عنه إلا بيقين.
وقد حُكيَ عن بعض الناس: أنّه يرجع إلى قول المُنَجِّمِين، وهذا قولٌ مخالفٌ للشرع؛ لأنّ النبي عَلَيْهِ الصَّلَاةُ السَّلَامُ منع من الرجوع إلى الكهنة والمنجمين وقال:"من أتى كاهنًا أو منجِّمًا فصدقه بما قال: فهو كافرٌ بما أُنزل على محمدٍ"(٢).
والذي روي أنه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ السَّلَامُ قال:"فإن غم عليكم، فاقدروا له"(٣)، فمعناه: التقدير بكمال العدد؛ بدلالة الخبر المبيِّن.
(١) أخرجه البخاري (١٨٠١)؛ ومسلم (١٠٨٠) من حديث ابن عمر ﵄. (٢) أخرجه أبو داود (٣٩٠٤)؛ والترمذي (١٣٥)؛ وابن ماجه (٦٣٩)، من حديث أبي هريرة ﵁، وقال الترمذي: "وضعف محمدٌ - أي البخاري - هذا الحديث من قبل إسناده"، لكن قال ابن حجر في الفتح "وله شاهد من حديث جابر وعمران بن حصين أخرجهما البزار بسندين جيدين، … وأخرجه مسلم من حديث امرأة من أزواج النبي ﷺ، ومن الرواة من سماها حفصة، وأخرجه أبو يعلى من حديث ابن مسعود بسند جيد، لكن لم يصرح برفعه، ومثله لا يقال بالرأي" (١٠/ ٢١٧). (٣) هو رواية لحديث ابن عمر السابق في البخاري (١٨٠١)؛ ومسلم (١٠٨٠).