وروي عن النبي ﷺ أنه قال:"لقد تاب توبةً لو تابها صاحبُ [مكسٍ](٢) لغفر له، وقد رأيته ينغمس في أنهار الجنة"(٣)، وروي أن بعض أصحاب رسول الله ﷺ قال في ماعز: لم تدعه نفسه حتى جاء واعترف بالزنا، وقُتل كما قتل الكلب، فسكت النبي ﷺ حتى مروا بموضع فيه حمار ميّت شائل الرجل، فقال النبي ﷺ:"انزلا وكلا"، فقالا: لا يا رسول الله إنه ميّت، فقال ﷺ:"ما تناولتما من أخيكما أعظم من هذا"(٤).
[قال: فإن أمر برجمه، فقال: لم أزن، خلى سبيله، وإن لم يقل، وهرب، لم يعرض له، وقد بينا ذلك].
قال: ولو ثبت على الزنا ورجع عن الإحصان، قُبل ذلك منه (٥)، ولم يرجمه، وجلده مائة؛ لأنه إذا قُبل رجوعُه عن الجميع، فقبوله (٦) عن البعض أولى (٧).
= الأصل ٧/ ١٨٠، والآثار لأبي يوسف، ص ١٥٧. (١) انظر: الأصل ٧/ ١٨٠. (٢) في أ (كبيرة)، والمثبت من ب، وهو الصواب في الرواية. (٣) أخرجه مسلم (١٦٩٥). (٤) أخرجه أبو داود (٤٤٢٨)؛ وصححه ابن حبان (٤٣٩٩). (٥) في ب (قبل رجوعه). (٦) في ب (فقبول الرجوع). (٧) انظر: الأصل ٧/ ١٨٨؛ شرح مختصر الطحاوي ٦/ ١٨٢ وما بعدها.