بالكعبة، فكانوا إذا طافوا بالبيت لم يحلوا [١] حَتَّى يأتوا العزى، فيطوفون به
. وأما مضر
[٢] فأمه سودة بنت عك، وأخوه لأبيه وأمه: إياد، ولهما أخوان من أبيهما واسمهما: / ربيعة وأنمار [٣] .
وقد قَالَ الزبير بْن بكار: إن نزار بْن معد لما حضرته الوفاة أوصى بنيه، وقسم ماله بينهم، فَقَالَ: يا بني، هَذِهِ القبة [٤]- وهي من أدم حمراء- وما أشبهها من مالي لمضر [٥] ، فسمي مضر الحمراء. وهذا الخباء الأسود وما أشبهه من مالي لربيعة فخلف خيلا دهما [٦] ، فسمي ربيعة الفرس [٧] . وهذه الخادم وما أشبهها من مالي لإياد- وكانت شمطاء- فأخذ البلق والنّقد من غنمه [٨] وهذه البدرة، والمجلس لأنمار يجلس فيه [٩] ، فأخذ أنمار ما أصابه. وَقَالَ: فإن أشكل عليكم فِي ذلك شَيْء واختلفتم فِي القسمة فعليكم بالأفعى الجرهمي. فاختلفوا فِي القسمة، فذهبوا إِلَى الأفعى. فبينما هم فِي مسيرتهم إذ رأى مضر كلأ قد رعي، فَقَالَ: إن البعير الَّذِي قد رعى [١٠] هَذَا الكلأ لأعور، وَقَالَ ربيعة: إنه أزور، وَقَالَ إياد: هو أبتر. وَقَالَ أنمار: هو شرود.
فلم يسيروا إلا قليلا حَتَّى لقيهم رجل توضع به راحلته، فسألهم عَنِ البعير، فَقَالَ مضر: هو أعور؟ قَالَ: نعم. وَقَالَ ربيعة: هو أزور؟ قَالَ: نعم. وقال إياد: هو أبتر؟
[١] في ت: «لم يخرجوا» . [٢] في الأصل: «وأما النضر» . [٣] الطبري ٢/ ٢٦٨. [٤] في ت: «هذه وهو قية» . [٥] في ت: «من مال المضر» . [٦] في ت: «لربيعة بن خلف خيلا وسهما» . [٧] في ت: «القرش» . [٨] في الأصل: «من غنمها» . [٩] في ت: «فيه يجلس» . [١٠] «رعى» سقطت من ت.