حتى جعلتها مثل قشر البيض، ثم ثقبت فيها ثقبا وجعلت فيه خيط [١] إبريسم دقيق، ثم قلت: ازدردها أيها الأمير، فازدردها فتركتها في جوفه ساعة، ثم جذبتها بالخيط فأخرجتها فإذا هي مملوءة دودا، فقلت: أيها الأمير، ما بقاء جوف هذا فيه، فقال: يا يتاذوق، وأنّى أصابني هذا، فو الله لقد قدمت مصركم هذا فكتبت [٢] نفسي من الحر والبرد، فقلت: أيها الأمير، منها أتيت، قدمت هذا المصر فكتبت نفسك في الشتاء باللبود [٣] والنيران، فلم يصل إليك البرد، وكتبته في الصيف بثياب الكتان والماء والثلج فلم يصل إليك الحر فتفكك [٤] جوفك، والأبدان لا تقوم إلا بالحر والبرد وإن أذاها.
قال: فو الله ما عاش بعد هذا الكلام إلا ثلاثة أيام حتى مات.
٤٥٣- صفوان بن محرز المازني [٥] :
كان من كبار العباد الصالحين. وأسند عن ابن عمر، وأبي موسى، وعمران بن حصين في آخرين.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أخبرنا محمد بن هبة الله الطبري، قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن درستويه، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا المعلى بن راشد، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا المعلى بن زياد الفردوسي، قال:
كان لصفوان سرب يبكي فيه.
أخبرنا عبد الوهاب الحافظ، قال: أخبرنا علي بن محمد الخطيب، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر
[١] في ت: «وجعلت فيه خيطا» . [٢] أي: تحزم وجمع عليه ثيابه. [٣] في ت: «في الشتاء بالبرد» . [٤] في ت: «فيغلي» . [٥] طبقات ابن سعد ٧/ ١/ ١٠٧، وطبقات خليفة ١٩٣، والتاريخ الكبير ٤/ ٢٩٢٦، والمعارف ٤٥٨، والجرح والتعديل ٤/ ١٨٥٣، وحلية الأولياء ٢/ ٢١٣، وسير أعلام النبلاء ٤/ ٢٨٦، وتذكرة الحفاظ ١/ ٦٠، وتاريخ الإسلام للذهبي ٤/ ١٤.