فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُمْ، فَغَابَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا مَرْعُوبًا فَقَالَتْ لَهُ عَمَّاتُهُ [٢] : مَا دَهَاكَ؟ قَالَ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي لَمَمٌ. فَقُلْنَ: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَبْتَلِيَكَ بِالشَّيْطَانِ وَفِيكَ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ مَا فِيكَ [فَمَا الَّذِي رَأَيْتَ؟][٣] قَالَ: إِنِّي كُلَّمَا دَنَوْتُ مِنْ صَنَمٍ مِنْهَا تَمَثَّلَ لِي رَجُلٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ يَصِيحُ بِي: وَرَاءَكَ يَا مُحَمَّدُ، لا تَمَسَّهُ! قَالَتْ فَمَا عاد إلى عيد لهم [٤] حتى تنبأ صلى الله عليه وسلم [٥]
. ومن الحوادث: هلاك حاتم الطائي [٦]
وهو: حاتم بْن عَبْد اللَّه بْن سعد بْن الحشرج بْن امرئ القيس، وأمه: غنية بنت عفيف، من طيِّئ، ويكنى: أبا سفانة، وهي ابنته، وأبا عدي.
وسفانة هي التي أتت رسول اللَّه صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فقالت: هلك الوالد ومات الوافد [٧] .
وكان شاعرا جوادا، إذا سئل أعطى [٨] ووهب، وإذا غنم انهب، ومر فِي سفر له عَلَى عيره وفيهم أسير، فاستغاث به وما حضره فكاكه. فَقَالَ: أسأت إلي حين [٩] فوهت باسمي، وما أنا ببلاد قومي، وليس [١٠] عندي ما أفديك به. ثم اشتراه وخلاه، وأقام مكانه في القيد [١١] حتى أتي بفدائه.
[١] «جمعا» سقطت من ت. [٢] في الأصل، ت: «فقلن عماته» . وما أثبتناه من ابن سعد. [٣] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل. [٤] في الأصل: «لنا» . [٥] الطبقات الكبرى لابن سعد ١/ ١٥٨. [٦] بياض مكان: «ومن الحوادث: هلاك حاتم الطائي» . وذلك في النسخة ت. [٧] في ت: «وغاب الوافد» . [٨] «أعطى» سقطت من ت. [٩] «حين» سقطت من ت. [١٠] في ت: «وما» . [١١] في الأصل: «في القد» .