الكفن، فكفناه وأخرجناه، فما كدنا نرفع جنازته من كثرة من حضره من الجمع.
٦٠٦- همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، واسم دارم بحر بن مالك، أبو فراس، وهو الفرزدق الشاعر [١] :
شبه وجهه بالخبزة، وهي فرزدقة، فقيل: الفرزدق، وكان جده صعصعة يستحيي الموءودات في الجاهلية فجاء الإسلام وقد استحيا ثلاثمائة. وقد سبق ذكره.
وقال الفرزدق:
وجدي الذي منع الوائدين ... وأحيا الوئيد فلم يوأد
سمع الفرزدق من علي، وابن عمر، وأبي سعيد، وأبي هريرة، وروى عنهم.
وسئل عن سنه [٢] فقال: لا أدري لكن قذفت المحصنات في أيام عثمان.
وروى أعين بن لبطة بن الفرزدق، عن أبيه، عن جده الفرزدق، قال: دخلت مع أبي على عَلي بْن أبي طالب رَضِيَ اللهُ عنه [٣] ،. فقال له: من أنت؟ فقال: غالب بن صعصعة المجاشعي، قال: ذو الإبل الكثيرة؟ قال: نعم، قال: ما فعلت إبلك؟ قال:
نكبتها النوائب، ودعدتها الحقوق، قال: ذاك خير من سبلها، من هذا الفتى معك؟
قال: هذا ابني وهو شاعر، قال: علمه القرآن خير له من الشعر. قال لبطة: فما زال في نفس أبي حتى شد نفسه فحفظ القرآن. أنبأنا علي بن عبيد الله، قال: أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور، قال: حدثنا عيسى بن علي، قال: قرئ على أبي عبد الله محمد بن مخلد قيل له: حدثكم أبو بكر محمد بن إسحاق الصاغاني، قال: حدثنا أبو حفص الفلاس، قال: حدثنا عبد الله بن سوار، قال: حدثنا معاوية بن عبد الكريم، عن أبيه، قال:
دخلت على الفرزدق فتحرك فإذا في رجليه قيد، قلت: ما هذا يا أبا فراس؟ قال:
حلفت ألا أخرجه من رجلي حتى أحفظ القرآن.
[١] الأغاني ٩/ ٣٦٧، ٢١/ ٢٧٨، وخزانة البغدادي ١/ ١٠٥، وأمالي المرتضى ١/ ٤٣، والحيوان للجاحظ ٦/ ٢٢٢. [٢] في الأصل: «سسه» . كذا بدون نقط، وما أوردناه من ت. [٣] في الأصل: «عليه السلام» . وما أوردناه من ت.