كان خطيبا شاعرا بليغا، وكان منقطعا إلى البرامكة، فوصفوه للرشيد ووصلوه به، فبلغ عنده [كل][٣] مبلغ، ومدح الرشيد وغيره من الخلفاء، ثم كان يتجنب غشيان السلاطين، ويلبس الصوف زهدا. ومن أشعاره في الزهد:
ألا قد نكس [٤] الدهر ... فأضحى حلوه مرا
وقد جربت من فيه ... فلم أحمدهم طرا
فألزم نفسك اليأس ... من الناس تعش حرا
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [٥] بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلي مُحَمَّد بْن الحسين الجازري [قال:] حَدَّثَنَا المعافى بْن زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بن منصور الحارثي، حدثنا أحمد بْن أبي طاهر قَالَ: حدثني أبو دعامة الشاعر قال: كتب طوق بن مالك إلى العتابي يستزيره ويدعوه إلى أن يصل القرابة بينه وبينه، فرد عليه: إن قريبك من قرب منك خيره وإن عمك من عمك نفعه، وإن عشيرتك من أحسن عشرتك، وإن أحب الناس إليك أجداهم بالمنفعة عليك، ولذلك أقول:
ولقد بلوت الناس ثم سبرتهم ... وخبرت من وصلوا من الأسباب
فإذا القرابة لا تقرب قاطعا ... وإذا المودة أكبر [٦] الأنساب [٧]
/ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي، أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا علان بن أَحْمَد [٨] ، حدثنا قاسم الأنباري، قال: قال
[١] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد ١٢/ ٤٨٨. [٢] ومكانه «فبلغ عنده مبلغا» . [٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [٤] في الأصل: «فتش» . [٥] انظر الخبر في: تاريخ بغداد ١٢/ ٤٩١. [٦] في ت: «أقرب» . [٧] انظر الخبر في: تاريخ بغداد ١٢/ ٤٨٨- ٤٨٩. [٨] «بن أحمد» ساقطة من ت.