[١] قد ذكرنا أن المعز أول من ظهر من المغرب [٢][على ديار مصر][٣] وكان له أولاد منهم تميم [هذا][٤] وكان في تميم فضل، ووفاء، [٥] وكرم، وفصاحة، وله شعر حسن.
أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، قال: حدثني أبو محمد علي بن أبي عمر اليزيدي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الواحد الزبيري قال: حدثني أبو علي الحسن بن الأشكري المصري قال: كنت من جلاس [٦] الأمير تميم بن المعز، وممن غلب عليه جدًا، فبعث [بي][٧] إلى بغداد فاشتريت له جارية رائعة من أفضل ما وجد في الحسن والغناء، فلما وصلت إليه أقام دعوة لجلسائه وأنا فيهم، ثم وضعت الستارة وأمرها بالغناء فغنت/:
وبدا له من بعد ما اندمل الهوى ... برق تألق موهنا لمعانه
يبدو كحاشية الرداء ودونه ... صعب الذرى متمنع أركانه
وفي غير هذه الرواية زيادة:
فبدا لينظر كيف لاح فلم يطق ... نظرًا إليه وصده سجانه
فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه ... والماء ما سمحت به أجفانه
قال: أحسنتِ، وطرب تميم، وكل من حضر، ثم غنت.
سَيُسْلِيكَ عما فات أول مفضل ... أوائله محمودة وأواخِرُهْ
ثنى الله عطفيه وألف شخصه ... على البِرِّ مُذْ شدت عليه مآزره
[١] في المطبوعة: «المغز» . انظر ترجمته في: (البداية والنهاية ١١/ ٢٩٣) . [٢] في الأصل: «بالمغرب» . [٣] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. [٤] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. [٥] في الأصل: «وقار» . [٦] في الأصل: «ممن جالس» . [٧] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.