لما مات سعيد بن أبي الحسن حزن عليه الحسن حزنا شديدا، فأمسك عن الكلام حتى عرف ذلك في مجلسه وحديثه، فكلم في ذلك، فقال: الحمد للَّه الذي لم يجعل الحزن عارا على يعقوب، ثم قال: بئست الدار المفرقة [٢] .
وقال ابن عون [٣] : دفع إلي الحسن برنسا كان لأخيه سعيد لأبيعه، فقلت: أشتريه أنا، فقال: أنت أعلم، ولكني لا أحب أن أراه عليك.
٥٤٥- سليمان بن عبد الملك بن مروان [٤] :
لبس يوما حلة خضراء وعمامة خضراء، ونظر في المرآة، فقال: أنا الملك الشاب، فما عاش بعد ذلك إلا أسبوعا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين بْن عَبْد الجبار، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر محمد بن علي بن البيع، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بْن إبراهيم بن شاذان، قال: حدثنا أبو عبد الله بن عرفة، قال: أخبرنا محمد بن عيسى، أنه سمع عبد الله بن محمد التيمي يقول:
كان سليمان بن عبد الملك [يوما][٥] جالسا، فنظر في المرآة إلى وجهه، وكان حسن الوجه، فأعجبه ما رأى من جماله، وكان على رأسه وصيفة، فقال: أنا الملك الشاب، فرأى شفتي جاريته تتحركان، فقال لها: ما قلت؟ قالت: خيرا. قال: لتخبريني، قالت: قلت:
أنت نعم [٦] المتاع لو كنت تبقى ... غير أن لا بقاء للإنسان
وزاد غيره في الشعر بيتا آخر، فقال:
أنت خلو من العيوب ومما ... يكره الناس غير أنك فاني [٧]
[١] الخبر في طبقات ابن سعد ٧/ ١/ ١٢٩. [٢] في الأصل: «ثم قال: ألست الدار المفرقة» . وما أوردناه من ت وابن سعد. [٣] الخبر في طبقات ابن سعد ٧/ ١/ ١٣٠. [٤] مروج الذهب ٣/ ١٨٤، والبداية والنهاية ٩/ ١٩٨، وتاريخ الطبري ٦/ ٥٤٦، واليعقوبي ٣/ ٣٦، وابن خلدون ٣/ ٧٤. [٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، أوردناه من ت. [٦] في الطبري ٦/ ٥٤٧: «خير المتاع» . [٧] البيت في الطبري: ليس فيما علمته فيك عيب ... كان في الناس غير أنك فاني