فقال: لا تدخل امرأة باليمن عَلَى زوجها حَتَّى يبدأ بي. قَالَ: لك ذلك. فغبر [١] بذلك زمانا، ثم إن أهل اليمن عدوا عَلَيْهِ فقتلوه. فَقَالَ أبرهة: قد آن لكم أن تكونوا أحرارا [٢] .
فبلغ النجاشي قتل أرياط، فآلى ألا ينتهي حَتَّى يريق دم أبرهة ويطأ بلاده، وبلغ أبرهة آليته، فكتب إليه [٣] : أيها الملك، إنما كان أرياط عَبْدك، وأنا عَبْدك، قد هم علي [٤] يريد توهين ملكك، وقتل جندك، فسألته أن يكف عَنْ قتالي، إِلَى أن أوجه إليك رسولا، فإن أمرته [٥] بالكف عني وإلا سلمت إليه جميع ما أنا فيه، فأبى إلا أن يحاربني [٦] ، فحاربته، فظهرت عَلَيْهِ، وإنما سلطاني لك، وقد بلغني أنك حلفت [٧] ألا تنتهي حَتَّى تريق دمي، وتطأ بلادي، وقد بعثت إليك بقارورة من دمي وجراب من تراب بلادي، وَفِي ذلك خروجك من يمينك [٨] ، فاستتم أيها الملك عندي يدك، فإنما أنا عَبْدك/، وعزي عزك، فرضي عنه النجاشي، وأقره عَلَى عمله [٩]
. فصل
قَالَ علماء السير [١٠] لما رضي النجاشي عَنْ أبرهة بنى أبرهة كنيسة لم ير مثلها فِي زمانها [١١] ، بناها بالرخام الأبيض والأحمر والأصفر والأسود، وحلاها بالذهب والفضة، وحفها بالجوهر، وجعل فيها ياقوتة حمراء عظيمة، وأوقد فيها المندل، ولطخ
[١] في ت: «فنجز» . [٢] تاريخ الطبري ٢/ ١٢٥، ١٢٧، ١٢٨. [٣] «إليه» سقطت من ت. [٤] في الطبري ٢/ ١٢٨: «قدم عليّ» . [٥] في الأصل: «أمرت» . [٦] في ت والطبري: «إلا محاربتي» . [٧] في ت: «بلغني أنك لا تنتهي» . [٨] في ت: «عن يمينك» . [٩] تاريخ الطبري ٢/ ١٢٨. [١٠] بياض في ت مكان: «فصل. قال علماء السير» . [١١] في ت: «في زمانها على عملها» .