فَإِن [قيل] : كَيْفَ تكون جهنم في الأرض، وقد رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج؟
فجوابه من وجهين، أحدهما: أَنَّهُ رآها فِي الأَرْض فِي طريقه إِلَى بَيْت المقدس. وَقَدْ روينا عَن عُبَادَة بْن الصامت أنه رئي عَلَى سور بَيْت المقدس الشرقي يبكي، فقيل له في ذلك، فقال: هاهنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى [٢] جهنم.
وَالثَّانِي: أَنَّهُ لا يمتنع فِي القدرة أَن يرى جهنم فِي الأَرْض وَهُوَ فِي السماء وَقَدْ بكى لَهُ بَيْت المقدس وَهُوَ بمكة فوصفه للقوم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ الكروخي، قال: أخبرنا أبو عامر الأزدي، وأبو بَكْرٍ الْغُورْجِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجَرَاحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا المحبوبي، قال: حدثنا الترمذي، قال: حدثنا
[١] الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، الجنة ٣١، وأحمد بن حنبل في المسند ٢/ ٣٧١، والآجري في الشريعة ٣٩٤. [٢] في الأصل (رأى) وصححت لاستقامة المعنى.