توفي في هذه السنة وهو ابن أربع وخمسين سنة، ومات أبوه قبله بإحدى وعشرين ليلة، ودفنا في مقابر باب التين. وقيل: في مقبرة الخيزران.
٩٤٣- منصور، مولى عيسى بن جعفر، ولقبه: زلزل فغلب عليه ونسي اسمه.
وكان يضرب بالعود، فيضرب به المثل، وعمل ببغداد بركة للسبيل كان يضرب بها المثل.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا [أبو بكر] أحمد [بن علي][١] الخطيب قال:
أنشدنا الحَسَن بن أبي بَكْر قَالَ: أنشدنا أَبِي [٢] قَالَ: أنشدنا إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه لنفسه:
لو انَّ زهيرا [٣] وامرأ القيس أبصرا ... ملاحة ما تحويه بركة زلزل
/ لما وصفا سلمى ولا أم سالم ... ولا أكثرا ذكر الدخول فحومل
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ قَالَ: أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حيويه قَالَ: أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان قال: أخبرنا أبو العباس المروزي قَالَ: حدَّثني المفضل قَالَ: حدَّثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي، عن أَبِيهِ قَالَ: قال لي زلزل: عندي جارية من حالها من قصتها قد علمتها الغناء. فكنت أشتهي أن أراها، وأستحي أن أساله، فلما توفي زلزل بلغني أن ورثته يعرفون الجارية، فصرت إليهم، فأخرجوها فإذا هي [٤] جارية كاد الهزال يكويها، لولا ما تم منها ونقص منه، فقلت لها: غني، فغنت وعيناها تذرفان، ثم شهقت، ظننت أن نفسها قد خرجت.
فركبت من ساعتي، فدخلت على أمير المؤمنين، فأخبرته خبرها، فأمر بإحضارها، فلما دخلت عَلَيْهِ قَالَ: غني. فغنت وجعلت تريد البكاء، فتمنعها هيبة [٥] أمير المؤمنين،
[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [٢] «قال: أنشدنا الحَسَن بن أبي بَكْر قَالَ: أنشدنا أبي» ساقطة من ت. [٣] في الأصل: «وقرا» . [٤] «هي» ساقطة من ت. [٥] في ت: «فيمنعها إجلال» .