سمتا في العبادة من مكحول وربيعة بن يزيد. وكان له خاتم لا يلبسه، وكان عليه مكتوب: أعذ مكحولا من النار [١] .
٦٢١- هشام بن الربيع بن زرارة بن كثير بن خباب، أبو حية النميري:
شاعر مجيد فصيح، كان أبو عمرو بن العلاء يقدمه، [أدرك الدولتين الأموية والعباسية][٢] ، إلا أنه كان فيه هوج وجبن، وكان يصرع في أوقات.
قال ابن قتيبة: كان من أكذب الناس، يحدث أنه يخرج إلى الصحراء فيدعو الغربان فتقع حوله، فيأخذ منها ما شاء، فقيل له: يا أبا حية، أفرأيت إن أخرجناك إلى الصحراء تدعوها [٣] فلم تأتك، فماذا نصنع بك؟ قال: أبعدها الله إذن.
وكان له سيف يسميه لعاب المنية، ليس بينه وبين الخشبة شيء [٤] ، فحدث جارا له قال: دخل ليلة إلى بيته كلب فظنه لصا، فانتضا سيفه وقال: أيها المغتر بنا، المجترئ علينا، بئس والله ما اخترت لنفسك، سيف صقيل لعاب المنية الذي سمعت به، أخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك. فإذا الكلب قد خرج، فقال:
الحمد للَّه الذي مسخك كلبا، وكفانا حربا.
[١] في طبقات ابن سعد ٧/ ٢/ ١٦١: «رب باعد مكحولا من النار» . [٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت. [٣] في ت: «تدعو بها» . [٤] في ت: «فرق» .