فدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وأقام بها، وكان يقف بالموسم على القبائل فيقول:«يا بني فلان، إني رسول الله إليكم، يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا» فكان يمشي خلفه أبو لهب فيقول: لا تطيعوه. وأتى رسول الله كندة في منازلهم فدعاهم إلى الله [عز وجل] فأبوا، وأتى كلبا في منازلهم فلم يقبلوا منه، وأتى بني حنيفة [١] في منازلهم، فردوا عليه أقبح رد، وأتى [بني][٢] عامر بن صعصعة، وكان لا يسمع بقادم من العرب له اسم وشرف إلا دعاه وعرض عليه ما عنده.
وقال جابر بن عبد الله: مكث رسول الله [صلى الله عليه وسلم][٣] بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ، ومجنة وفي المواسم يقول:«من يؤويني، من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة؟» حتى بعثنا الله إليه فأويناه وصدقناه.
[تزويج رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ عائشة رضي الله عنها]
[٤] ومن الحوادث في هذه السنة: تزويج رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ عائشة وسودة. وكانت عائشة بنت ست سنين حينئذ.
أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ وَيَحْيَى قَالا: لَمَّا هَلَكَتْ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا جَاءَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنُ مَظْعُونٍ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا تَتَزَوَّجُ؟ قَالَ:«مَنْ؟» قَالَتْ: إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا.
[١] في أ: «بني خيفة» . خطأ. [٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، وأوردناه من الطبري ٣/ ٣٥٠. [٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل. [٤] العنوان غير موجود في الأصول. [٥] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، وأوردناه من المسند ٦/ ٢١٠- ٢١١.