مات سنة سبع عشرة. والّذي قاله أبو موسى أصح، ويدل عليه أن أبا العتاهية رثاه، وأَبُو العتاهية مات سنة إحدى عشرة.
وبلغ الأصمعي ثمانيا وثمانين سنة، وكانت وفاته بالبصرة] [١] .
١١٨٤- علية بنت المهدي
[٢] أمها أم ولد اسمها مكنونة، / اشتريت للمهدي بمائة ألف درهم، فغلبت عليه، وكانت الخيزران تَقُولُ: ما ملك أمة أغلظ علي منها فولدت له علية سنة ستين ومائة [٣] .
وكانت علية أجمل النساء وأطرفهن وأكملهن عقلا وأدبا ونزاهة وصيانة وظرفا، وكان في جبهتها سعة [٤] تشين، فاتخذت العصابة المكللة بالجوهر لتستر به جبهتها، فهي أول من اتخذها [٥] .
وكانت كثيرة الصلاة ملازمة للمحراب وقراءة القرآن، وكانت تتدين ولا تشرب النبيذ، وقالت: ما حرم الله شيئا إلا وقد جعل فيما أحل عوضا منه، فبماذا يحتج العاصي؟ وكانت تَقُولُ: اللَّهمّ لا تغفر لي حراما أتيته ولا عزما على حرام عزمته، ولا استفزعني [لهو][٦] إلا ذكرت نسبي من رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فقصرت عنه، ولا أقول ما أقول في شعري إلا عبثا، وكانت تدخل على الرشيد فيكرمها [٧] ويأمرها بالجلوس معه على سريره فتأبى.
وكانت تحب أن تراسل بالأشعار من تختصه، فاختصت خادما يقال له «طلّ» من
[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [٢] انظر ترجمتها في: الأغاني ١٠/ ١٩٩- ٢٢٦. [٣] انظر: الأغاني ١٠/ ١٩٩. [٤] في ت: «سفعة» . [٥] انظر: الأغاني ١٠/ ٢٠٠. [٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [٧] «فيكرمها» ساقطة من ت.