سمع الحديث من ابن حبابة، والمخلص. وحدث بشيء يسير، وكانت له في شغله فطنه عظيمة.
وحدثني أبو محمد المقرئ قَالَ: كان أصحابه أصحاب الحديث إذا جاءوا إلى ابن النسوي يقول: ويلكم، هذا سمعناه على أن يكون فينا خير.
وسمع [٢] ليلة صوت برادة تحط، وكان ذلك في زمان الشتاء، فأمر بكبس الدار فوجدوا رجلا مع امرأة، فسألوه من أين علمت؟ فقال: برادة لا تكون في الشتاء، وإنما هي علامة بين اثنين.
قَالَ: وأتى بجماعة متهمين فأقامهم بين يديه، واستدعى بكوز ماء، فلما جيء به شرب ثم رمى بالكوز من يده، فانزعجوا إلا واحدًا منهم، فإنه لم يتغير، فقال: خذوه فأخذوه، فكانت العملة معه. فقيل له: من أين علمت؟ فقال: اللص يكون قوي القلب.
وشاع عنه أنه كان/ يقتل أقواما ويأخذ أموالهم، وقد ذكرنا فيما تقدم أنه شهد قوم ٣٤/ أعند أبي الطيب الطبري على ابن النسوي أنه قتل جماعة، وأن أبا الطيب حكم بقتله فصانع بمال فرق على الجند وسلم. وتوفي في رجب هذه السنة.
٣٣٧١- قطر الندى
[٣] .
والده الخليفة القائم بأمر الله، هكذا سماها أبو القاسم التنوخي. وقال أبو الحسن [٤] بن عبد السلام: اسمها بدر الدجى. وقال غيرهما: اسمها علم.، وكانت جارية أرمينية توفيت ليلة السبت الحادي عشر من رجب، وقدم تابوتها وقت المغرب فصلى عليها الخليفة بمن حضر في الرواق بصحن السلام بعد صلاة المغرب [٥] ،
[١] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية ١٢/ ٨٥، وفيه: «الفسوي» . والكامل ٨/ ٣٥٣) . [٢] في ص: «وأنه سمع» . [٣] انظر ترجمتها في: (البداية والنهاية ١٢/ ٨٦. والكامل ٨/ ٣٥٣) . [٤] في الأصل: «أبو القاسم» . [٥] في الأصل: «بعد صلاة العصر» .