نوفل، وأمه واقدة، فسادوا كلهم بعد أبيهم عَبْد مناف، وكان يقال لهم: المجبرون، فلهم يقول/ القائل:
يا أيها الرجل المحول رحله ... ألا نزلت بآل عَبْد مناف!
[٢] وكان أول من أخذ [٣] لقريش العصم [٤] ، فانتشروا من الحرم، أخذ لهم هاشم حبلا من ملوك الشام والروم وغسان [٥] ، وأخذ لهم عَبْد شمس من النجاشي الأكبر، فاختلفوا بذلك السبب إِلَى أرض الحبشة، وأخذ لهم نوفل حبلا من الأكاسرة، فاختلفوا بذلك السبب إِلَى [العراق وأرض الشام، وأخذ لهم المطلب حبلا من ملوك حمير، فاختلفوا بذلك السبب إِلَى][٦] اليمن فجبر اللَّه لهم قريش فسموا المجبرين [٧]
. فصل
وولي هاشم بعد أبيه عَبْد مناف السقايه والرفادة، وأطعم الناس، فحسده أمية بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف، وكان ذا مال فتكلف [٨] ، أن يصنع صنيع هاشم، فعجز عنه، فشمت به ناس من قريش، فغضب ونال من هاشم، فدعاه إِلَى المنافرة، فكره هاشم ذلك، فلم تدعه قريش، واحفظوه، قَالَ: فإني أنافرك عَلَى خمسين ناقة سود الحدق، تنحرها [ببطن][٩] مكة، والجلاء عَنْ مكة عشر سنين. فرضي بذلك أمية، وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي، فنفر هاشما عَلَيْهِ، فأخذ هاشم الإبل فنحرها، وأطعمها من حضره،
[١] في الأصل: «وأصغر» . [٢] أمالي المرتضى ٢/ ٢٦٨. [٣] في الأصل: «واتخذ» . [٤] العصم: الحبال، ويراد بها العهود. [٥] في الأصل: «أخذ لهم هاشم من ملوك الشام والروم وغسان حبلا. [٦] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل. [٧] تاريخ الطبري ٢/ ٢٥٢. [٨] في الأصل: «فكلف» . [٩] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.