أحدثكم. فانصرفنا وظننا أنه عرض له شغل، ثم عدنا إليه مجلسا ثانيا فصرفنا ولم يحدثنا، فسألناه بعد عن السبب الذي أوجب ترك التحديث لنا/ فقال: كنتم تذكرون عدتكم في كل مرة للجارية وتصدقون، ثم كذبتم في المرة الأخيرة، ومن كذب في هذا المقدار لم يؤمن أن يكذب فيما هو أكثر منه. قال فاعتذرنا إليه، وقلنا: نحن نتحفظ فيما بعد فحدثنا. أو كما قال. ونقلت [١] من خط أبي يوسف القزويني [٢] قال: أبو الحسين [٣] بن المنادى من القراء المجودين، ومن أصحاب الحديث الكبار، وله في علوم القرآن أربعمائة كتاب ونيف وأربعون كتابا، أعرف منها واحدا وعشرين كتابا أو دونها، وسمعت بالباقين [٤] ، وكان من المصنفين، ولا نجد في كلامه شيئا من الحشو، بل هو نقي الكلام، وجمع بين الرواية والدراية.
قال المصنف:[٥] وقد وقع إلى من مصنفاته قطعة بخطه، وفيها من الفوائد ما لا يكاد يوجد في كتاب، ومن تأمل مصنفاته عرف قدر الرجل.
[١] في باقي النسخ: «نقلت» . [٢] في الأصل: «العروضي» . [٣] في الأصل: «أبو الحسين العروضي قال أبو الحسين ابن المنادي ... » . [٤] في باقي النسخ: «بالباقي» . [٥] في ص: «قال مؤلف الكتاب» . [٦] هذه الترجمة والتي تليها سقطت من كل النسخ سوى ت. انظر ترجمة: «أحمد بن إبراهيم بن عبد الله» في: (معجم شيوخ الصيداوي ١٨٥) . [٧] الإصطخري: نسبة إلى إصطخر، وهي من كور فارس والقلعة (الأنساب ١/ ٢٩٠) .