قَالَ: تَشَاوَرَتْ قُرَيْشٌ لَيْلَةً بِمَكَّةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِذَا أَصْبَحَ فَأَثْبِتُوهُ بِالْوَثَاقِ يُرِيدُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلِ اقْتُلُوهُ][٣] وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ أَخْرِجُوهُ، فَأَطْلَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ، فَبَاتَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَخَرَجَ النَّبِيُّ/ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَحِقَ بِالْغَارِ، فَبَاتَ الْمُشْرِكُونَ يَحْرُسُونَ عليا، يحسبونه النبي عليه السلام، فَلَمَّا أَصْبَحُوا ثَارُوا إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَأُوا عَلِيًّا رَدَّ اللَّهُ مَكْرَهُمْ، فَقَالُوا: أَيْنَ صَاحِبُكَ [٤] ؟ قَالَ: لا أَدْرِي. فَاقْتَصُّوا [٥] أَثَرَهُ. وقال محمد بن كعب القرظي [٦] : اجتمعوا على بابه، فقالوا: إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه كنتم ملوك العرب والعجم، ثم بعثتم بعد موتكم، فجعل لكم جنان كجنان الأرض [٧] ، فإن لم تفعلوا ذلك كان لكم [فيه][٨] ذبح، ثم بعثتم بعد موتكم، فجعلت لكم نار تحرقون فيها.
فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذ حفنة من تراب، ثم قال:«نعم أنا أقول ذلك» فنثر التراب على رءوسهم، ولم يروا رسول الله [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ][٩] وهو يقرأ: يس ٣٦: ١ إلى قوله:
[١] في الأصل: «عثمان الخزرجي» ، وهو خطأ. [٢] سورة: الأنفال، الآية: ٣٠. [٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، وأوردناه من المسند. [٤] في الأصل: «أين صاحبكم» ، وما أوردناه من المسند. وأ. [٥] الخبر في المسند ١/ ٣٤٨، وبقية الحديث فيه: «فلما بلغوا الجبل خلط عليهم، فصعدوا في الجبل، فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث ثلاث ليال» . والخبر رواه أيضا عبد الرزاق في المصنف، كتاب المغازي، باب من هاجر إلى الحبشة ٥/ ٣٨٩، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/ ٢٧، وقال: فيه عثمان بن عمرو الجزري، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح، [٦] تاريخ الطبري ٢/ ٣٧٢، وابن هشام ١/ ٤٨٣. [٧] في ابن هشام، والطبري: «جنان كجنان الأردن» . [٨] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناها من أ. [٩] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول.