ينظر فلا يرى الغمامة عَلَى أحد من القوم، ويراها متخلفة عَلَى رأس [الشجرة عَلَى][١] رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بحيرا: يا معشر قريش لا يتخلفن أحد منكم [٢] عَنْ طعامي.
قالوا: ما تخلف أحد إلا غلام هو أحدث القوم سنا فِي رحالهم. فَقَالَ: ادعوه فليحضر طعامي، فما أقبح أن تحضروا طعامي ويتخلف رجل واحد، مع أني أراه من أنفسكم.
فَقَالَ القوم: هو أوسطنا نسبا، وهو ابن أخي هَذَا الرجل- يعنون أبا طالب- وهو من ولد عَبْد المطلب.
فَقَالَ [الحارث بْن عَبْد المطلب:][٣] والله إن كان بنا للوم أن يتخلف ابن عَبْد المطلب من [٤] بيننا ثُمَّ قام إليه واحتضنه وأقبل به حَتَّى أجلسه عَلَى الطعام، والغمامة تسير عَلَى رأسه، وجعل بحيرا يلحظه لحظا شديدا، وينظر إِلَى أشياء فِي جسده قد كان [٥] يجدها عنده من صفته، فلما تفرقوا عَنْ طعامهم قام إليه الراهب فَقَالَ: يا غلام أسألك بحق اللات والعزى ألا أخبرتني عما أسألك؟
فَقَالَ رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«لا تسألني باللات والعزّى، فو الله ما أبغضت شيئا بغضهما» .
قَالَ: فباللَّه ألا أخبرتني عما أسألك عنه؟ قَالَ: سلني عما بدا لك. فجعل يسأله [عَنْ أشياء][٦] من حاله حتى نومه، فجعل رسول الله يخبره فيوافق ذلك ما عنده، ثم
[١] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل. [٢] في ت: «لا يتخلفن منكم أحدا» . [٣] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل. [٤] في ت: «أن يتخلف عنا ابن عبد المطلب» . [٥] في ت: «وينظر من جسده شيئا كان» . [٦] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.