وهذا مما يتفق عَلَيْهِ اليهود والنصارى، ويذكرون أن ذلك فِي أسفارهم مبين، وذلك أنهم يعدون من لدن تخريب بخت نصر بيت المقدس إِلَى حين عمرانها [١] فِي عهد كيرش أصبهبذ بابل من قبل بهمن، ثم من قبل خماني سبعين سنة، ثم من بعد عمرانه إِلَى ظهور الإسكندر عليها وحيازة مملكها [٢] إِلَى مملكته ثمانيا وثمانين سنة، ثم من بعد مملكة الإسكندر [٣] إلى مولد يحيى ثلاثمائة وثلاث سنين، فذلك على قولهم أربعمائة وإحدى وستون سنة.
وأما المجوس: فإنها توافق اليهود والنصارى فِي مدة خراب بيت المقدس وأمر بخت نصّر، وما كَانَ من أمره وأمر بني إسرائيل [إِلَى غلبة الإسكندر عَلَى بيت المقدس والشام وهلاك دارا، وتخالفهم فِي مدة ما بين ملك الإسكندر][٤] ومولد يحيى، فتزعم أن مدة ذلك إحدى وخمسون سنة [٥] .
وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: لما رجع بنو إسرائيل من بابل إِلَى بيت المقدس ما زالوا يحدثون الأحداث، ويبعث إليهم [٦] الرسل، فريقا يكذبون وفريقا يقتلون حَتَّى كان من آخر من بعث إليهم زكريا ويحيى وعيسى، وكانوا من بيت آل داود، فلما رفع اللَّه عز وجل عِيسَى، وقتلوا يَحْيَى- وبعض [الناس][٧] يقول: وقتلوا زكريا- ابتعث اللَّه إليهم ملكا من ملوك بابل [يقال له: خردوس، فسار إليهم بأهل بابل][٨] ، حَتَّى دخل عليهم [الشام][٩] ، فَقَالَ لصاحب شرطته: إني كنت حلفت بإلهي: لئن [١٠] أنا ظهرت عَلَى أهل بيت المقدس لأقتلنهم حَتَّى تسيل دماؤهم فِي وسط عسكري، إِلَى ألَّا أجد أحدا أقتله،
[١] في ت: «عمرانه» . وفي الأصل: «عمارتها» . وفوقها كتب: «عمرانها» كما أثبتناه. [٢] في الأصل: «ملكها» . [٣] في الأصل، ت: «إسكندر» . [٤] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل، وأثبتناه من الطبري، ت. [٥] القول في الطبري ٥٨٩، ٥٩٠. [٦] في الطبري: «ويبعث فيهم» . [٧] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل، ت وأثبتناه من الطبري ١/ ٥٩٠. [٨] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل وكتب على الهامش. [٩] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل. [١٠] في الأصل، ت: «لأن» .