فقلت: أعتقه واستريح، فلعله يمضى عني، فلما عتقته لزمني وَقَالَ: الآن وجب حقك علي [١] ثم إنه أراد الحج فجهزته وزودته، وخرج فغاب عني عشرين يوما ورجع، فقلت له: لم رجعت؟ فقال: قطع الطريق [بي][٢] وفكرت، فإذا الله تعالى يقول: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ من اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ٣: ٩٧ [٣] وكنت غير مستطيع، وفكرت فإذا حقك أوجب فرجعت. ثم إنه أراد الغزو [٣] فجهزته/، فلما غاب عني بعت كل ما أملك بالبصرة [من عقار وغيره][٤] وخرجت عنها خوفا من [٥] إن يرجع.
[قَالَ الدارقطني أبو العيناء ليس بقوي في الحديث][٦] .
أَخْبَرَنَا يحيى بن علي المدبر، أَخْبَرَنَا أبو بكر علي بن مُحَمَّد الخياط، أَخْبَرَنَا الحسين بن الحسن بن حمكان قَالَ: حدثني أبو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن إبراهيم البصري قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى الصولي قَالَ: دخلت على أبي العيناء في آخر عمره، وقد كف بصره، فسمع صرير قلمي على الدفتر قَالَ: من هذا؟ قلت: عبدك وابن عبدك مُحَمَّد بن يحيى الصولي! قَالَ: بل ولدي وابن أخي قَالَ: ما تكتب؟ فقلت: جعلني الله فداءك أكتب [٧] شيئا من النحو والتصريف، فقال: النحو في الكلام كالملح في الطعام [٨] ، فإذا أكثرت منه صارت القدر زعاقا، يا بني إذا أردت أن تكون صدرا في المجالس فعليك بالفقه ومعاني القرآن، وإذا أردت أن تكون منادما للخلفاء وذوي المروءة [والأدباء][٩] فعليك بنتف الأشعار وملح الأخبار.
قَالَ المصنف:[١٠] أقام أبو العيناء ببغداد مدة طويلة، ثم خرج يريد البصرة،
[١] في ك: «حقي عليك» . [٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [٣] في الأصل: «العود» . [٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [٥] «من» ساقط من ك. [٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [٧] «أكتب» ساقطة من ك. [٨] في الأصل: «النحو في العلوم كالملح في القدر» . [٩] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [١٠] قول المصنف حتى نهاية الترجمة وضع في الأصل قبل الخبر السابق.