جيراننا أن يتكلفوا ذلك؟! ثم دعا حاجبه وقال: امض ومعك كاتب فأحص جيراننا ممن لا يقطعهم عنا شارع. فمضى فأحصاهم، فبلغ عددهم أربعة آلاف نفس، فأمر لكل واحد منهم [كل يوم][١] بمنوين خبزا ومنا لحم، ومن التوابل فِي كل شهر عشرة دراهم، والكسوة فِي الشتاء مَائة وخمسين [درهمَا][٢] وفي الصيف مَائة درهم، وَكَانَ ذلك دأبه مدة مقامه ببغداد، فلمَا خرج انقطعت الوظائف إلا الكسوة مَا عاش أبو العباس [٣] .
أَخْبَرَنَا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أَخْبَرَنَا أبو يعلي أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أَخْبَرَنَا إسمَاعيل بْن سعيد [٤] المعدل، أَخْبَرَنَا الحسين بْن القاسم [٥] الكوكبي قَالَ: حدثني أَبُو الفضل الربعي قَالَ: حدثني أبي قَالَ: قَالَ المأمون لعبد الله بْن طاهر: أيمَا أطيب مجلسي أو منزلك؟ قَالَ: مَا عدلت بك يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ [شيئا][٦] . فَقَالَ: ليس إِلَى هَذَا ذهبت، إنما ذهبت إِلَى الموافقة فِي العيش واللذة، قَالَ: منزلي يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: ولم ذلك [٧] ؟ قَالَ: لأني هنالك [٨] مَالك وأنا هنا مملوك [٩] .
أَخْبَرَنَا أبو المعمر [المبارك][١٠] بْن أحمد قَالَ: أَخْبَرَنَا صاعد بْن سيار الهروي، أَخْبَرَنَا أبو بَكْر بْن أحمد بْن أبي [١١] سهل الفورجي، حَدَّثَنَا إسحاق بْن إبراهيم الحافظ إجازة، أَخْبَرَنَا أبو الْعَبَّاس/ بْن محمد القرشي، أَخْبَرَنَا محمد بْن أبي جعفر المنذري ٧١/ ب قَالَ: سمعت الحسين بْن فهم يَقُولُ: كَانَ عبد الله بْن طاهر لا يدخل خصيا داره ويقول:
هم مَعَ النساء رجال، ومع الرجال نساء.
توفي عبد الله بْن طاهر بمرو، وقيل: بنيسابور، وقيل: بالشام من مرض أصابه فِي حلقه، فِي ربيع الأول من هَذِهِ السنة، وَهُوَ ابْن ثمَان وأربعين سنة [وأياما][١٢] ، وكان قبل موته قد أظهر التوبة وكسر آلات الملاهي، وعمر رباطات خراسان [١٣] ، ووقف بها
[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [٣] تاريخ بغداد ٩/ ٤٨٥، ٤٨٦. [٤] في الأصل: «أسد بن سعد» . [٥] في الأصل: «بن العم» . [٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [٧] في ت: «ذاك» . [٨] في ت: «لأني فيه» . [٩] تاريخ بغداد ٩/ ٤٨٣. [١٠] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [١١] «أبي» ساقطة من ت. [١٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [١٣] في ت: «رباط بخراسان» .