الصوت، فإذا أنا به فِي مثل حالة من رأيت من الشهداء، وجهه مثل القمر ليلة البدر، وَهُوَ يأكل مَعَ رفقة لَهُ قتلوا يومئذ معه، فَقَالَ لأصحابه: إن هَذِهِ البائسة جائعة منذ اليوم، أفتأذنون [لي][١] أن أناولها شيئا تأكله؟ فأذنوا لَهُ، فناولني كسرة خبز، وأنا أعلم حينئذ أَنَّهُ خبز، ولكن لا أدري كأي [٢] خبز هُوَ؟! أشد بياضا من الثلج واللبن [٣] ، وأحلى من العسل والسكر، وألين من الزبد والسمن، فأكلته فلمَا استقر فِي معدتي قَالَ: اذهبي، فقد كفاك الله مئونة الطعام والشراب مَا بقيت فِي الدنيا، فانتبهت من نومي وأنا شبعى ريا [٤] ، لا أحتاج إِلَى طعام وشراب ومَا ذقته منذ ذلك اليوم [٥] إلى يومي/ هذا [ولا شيئا ٦٨/ ب ممَا [٦] يأكله الناس. قَالَ أبو الْعَبَّاس: وكنا نأكل فتتنحى وتأخذ عَلَى أنفها، تزعم أنها تتأذى برائحة الطعام] [٧] ، فسألتها: هَلْ تتغذى بشيء غير الخبز أو تشرب شيئا غير المَاء؟ فقالت: لا، فسألتها هل يخرج منها ريح؟ قالت: لا [٨] ، أو أذى؟ قالت: لا، قلت: فالحيض؟ أظنها قالت: انقطع بانقطاع الطعم، قلت: فهل تحتاجين حاجة النساء إِلَى الرجال؟ قالت: لا، قلت: فتنامين؟ قالت: نعم أطيب نوم، قلت: فمَا ترين فِي منامك؟ قالت: مَا ترون [٩] ، قلت: فهل يدركك اللغوب [١٠] والإعياء إذا مشيت؟
قالت: نعم [١١] . وذكرت لي أن بطنها لاصقة بظهرها، فأمرت امرأة [١٢] من نسائنا فنظرت، فإذا بطنها لاصقة بظهرها، وَإِذَا هي قد اتخذت كيسا فضمنته قطنا وشدته على بطنها [١٣] ليستقيم ظهرها إذا مشيت، فأجرينا ذكرها لأبي العباس أحمد بْن محمد بْن
[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [٢] في الأصل: «أي» . [٣] في ت: «وألين» . [٤] في ت: «ربّى» . [٥] في ت: «الوقت» . [٦] «مما» زيادة ليستقيم المعنى. [٧] ما بين المعقوفتين جاء في نسخة الأصل في نهاية الخبر مع اختلاف بسيط في اللفظ. [٨] «قالت: لا» ساقطة من ت. [٩] في ت: «مثل ترون» . [١٠] «اللغوب» ساقطة من ت. [١١] في ت: «قالت: لا نعم» . [١٢] «امرأة» ساقطة من ت. [١٣] «لاصقة بظهرها ... » حتى « ... وشدته على بطنها» ساقط من ت.