الْحَسَن بْن علي الصيمري، أَخْبَرَنَا محمد بْن عمران بْن موسى قَالَ: أخبرني علي بْن هارون قَالَ: أَخْبَرَنِي عبيد الله [١] بْن أبي طاهر، عن أبيه [٢] قَالَ: ذكر ابْن أبي دؤاد المعتصم يومَا فأسهب فِي ذكره، وأكثر من وصفه، وأطنب فِي فضله، وذكر من سعة أخلاقه وكرم أعراقه، ولين جانبه، وكرم [٣] جميل عشرته، قَالَ: وقال [٤] لي يومَا وقد كنا [٥] بعمورية: مَا تقول يَا أبا عبد الله فِي البسر؟ فقلت: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، نحن ببلاد الروم والبسر بالعراق، قال:[وقد][٦] وجّهت إلى مدينة السلام فجاءوني بكباستين، وقد علمت أنك تشتهيه [٧] ، ثم قَالَ: يَا إيتاخ، هات إحدى الكباستين. فجاء بكباسة بسر، فمد ذراعه وقبض عَلَيْهَا بيده، وقال: كل بحياتي عليك من يدي. فقلت: جعلني الله فداك يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، بل بعضها، فآكل كمَا أريد. قَالَ: لا والله إلا من يدي. فو الله مَا زال حاسرا ذراعه، ومَادا يده وأنا أجتني من العذق حَتَّى رمى به خاليا مَا فيه بسرة. قَالَ:
وكنت كثيرا مَا أزامله فِي سفره ذلك إِلَى أن قلت لَهُ يومَا: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، لو زاملك ١٤/ ب بعض مواليك/ وبطانتك واسترحت مني إليهم مرة، ومنهم إليّ أخرى، فإن ذلك أنشط لقلبك، وأطيب لنفسك وأرشد [٨] لراحتك؟ قَالَ: فإن سيمَا [٩] الدمشقي يزاملني اليوم، فمن يزاملك أَنْت؟ قلت: الحسن بْن يونس. قَالَ: فأنت وذاك. قَالَ: فدعوت بالحسن فزاملني [١٠] ، وتهيأ أن ركب [١١] بغلا، فاختار أن يكون منفردا، قَالَ: وجعل يسير بسير [١٢] بعيري، فإذا أراد أن يكلمني رفع رأسه، وَإِذَا أردت أن أكلمه خفضت رأسي، فانتهينا إِلَى واد [لم][١٣] نعرف غور مَائه، وقد خلفنا العسكر وراءنا فَقَالَ لرحالي: مكانك [١٤] حَتَّى [أتقدم][١٥] فأعرف غور المَاء، وأطلب قلته، واتبع أنت مسيري. قَالَ: وتقدم رجل فدخل الوادي، وجعل يطلب [قلة][١٦] المَاء وتبعه المعتصم، فمرة ينحرف عن يمينه
[١] في الأصل: «عبد الله» . [٢] «عن أبيه» ساقطة من ت. [٣] «وكرم» ساقطة من ت. [٤] في ت: «وقال: قال لي» . [٥] في ت: «ونحن بعمورية» . [٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [٧] في ت: «تشهتبه» . [٨] في ت: «وأشد» . [٩] في ت: «نسيما» وفي تاريخ بغداد: «سيتما» . [١٠] في ت: «تزاملني» . [١١] في ت: «أن يركب» . [١٢] «بسير» ساقطة من ت. [١٣] في ت: «إلى ماء واد لم» . وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [١٤] في ت: «فقلت الجمال قف مكانك» . [١٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [١٦] ما بين المعقوفتين ساقط من ت، والأصل وزدناه من تاريخ بغداد.