قال: فقتلناهم فهزمناهم، وقتلناهم أربع فراسخ. قال: وأصبنا أموالا، فتشاوروا، فأشار علينا عياض: أن نعطى عن كل رأس عشرة، قال: وقال أبو عبيدة:
من يراهني؟ فقال شاب: أنا إن لم تغضب. قال: فسبقه، فرأيت عقيصتي [٢] أبي عبيدة تنفران [٣] وهو خلفه على فرس عربي [٤] .
قال علماء السير: وخرج جرجة [٥] ، حتى كان بين الصفين، ونادى: ليخرج إلي خالد، فخرج إليه خالد وأقام [٦] أبا عبيدة مكانه/، [فوافقه بين الصفين، حتى اختلفت أعناق دابتيهما، وقد أمن أحدهما صاحبه][٧] فقال جرجة: يا خالد، أصدقني ولا تكذبني فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل باللَّه، هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاكه. فلا تسله على أحد [٨] إلا هزمتهم؟ قال:
لا، قال: فبم سميت سيف الله؟ قال: إن الله عز وجل بعث فينا نبيه، فدعانا فنفرنا
[١] ما بين المعقوفتين: من أ، والأصل: «روى المؤلف بإسناده عن عياض» . [٢] العقيصة: «الذؤابة من الشعر. [٣] تنفران: تهتزان من شدة الجري. [٤] الخبر في مسند أحمد بن حنبل ١/ ٤٩. [٥] «جرجة» بفتحات كما ضبطه صاحب القاموس وقال: «اسم مقدم عسكر الروم يوم اليرموك» . [٦] في الأصل: «فخرج إليه خالد وقد أمن كل واحد صاحبه، وأقامه خالد» . [٧] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، وأوردناه من الطبري ٣/ ٣٩٨. [٨] في الطبري: «فلا تسله على قوم» .