كأنما أمشي في حمام [١] حتى أتيتهم، فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره [٢] بالنار فوضعت سهمي في كبد القوس فأردت أن أرميه فذكرت قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تذعرهم علي» فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام، فلما أتيته أخبرته خبر القوم وفرعت وقررت [٣] ، فألبسني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائما حتى أصبحت، قال صلّى الله عليه وسلّم:«قم يا نومان»[٤] .
[١] أي: أنه لم يجد من البرد الّذي يجده الناس ولا من تلك الريح الشديدة شيئا، بل عافاه الله ببركة إجابته فيما وجه إليه. [٢] يدفئه. [٣] قررت: بردت. [٤] أي: يا كثير النوم. والحديث أخرجه مسلم في ٣٢، كتاب الجهاد والسير، ٣٦، باب غزوة الأحزاب، حديث ٩٩، ص ١٤١٤، والبيهقي في الدلائل ٣/ ٤٤٩، ٤٥٠، وعزاه لمسلم. [٥] في الأصل: «من أهل مكة» . والتصحيح من أ، وابن هشام ٢/ ٢٣١، والطبري ٢/ ٥٨٠. [٦] الهوي: الهزيع من الليل. [٧] ما بين المعقوفتين: من سيرة ابن هشام.