وأمَا قيس بن طلق: فقد ضعَّفه أحمد (١) ويحيى (٢)، وقال أبو حاتم الرَازيَّ وأبو زرعة: قيسٌ لا تقوم به حجَّة (٣).
وقد ادَّعى أصحابنا- على تقدير صحَّة هذا الحديث- أنَه منسوخٌ، وقالوا: لأنَّه كان في أوَّل الهجرة، وأحاديثنا متأخرة، إذ من جملة رواتها أبو هريرة وإسلامه متأخر.
٣١١ - قال الدَارَقُطْنيُ: ثنا إسماعيل بن يونس ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا محمَّد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه قال: أتيت رسول الله ﷺ وهم يؤسسون مسجد المدينة، وهم ينقلون الحجارة، فقلت: يا رسول الله، ألا ننقل كما ينقلون؟ قال:«لا، ولكن اخلط لهم الطَّين يا أخا اليمامة فأنت أعلم به». قال: فجعلت أخلطه وينقلونه (٤).
وأمَّا حديثهم الثَاني: ففيه القاسم، قال ابن حِبَان: كان يروي عن أصحاب رسول الله ﷺ المعضلات (٥).
(١) «الميزان» للذهبي: (٣/ ٣٩٧ - رقم: ٦٩١٦). (٢) قال الذهبي في «الميزان»: (٣/ ٣٩٧ - رقم: ٦٩١٦) في ترجمة قيس: (ضعفه أحمد ويحيى في إحدى الروايتين عنه، وفي رواية عثمان بن سعيد عنه: ثقة) ا. هـ وجاء تضعيف يحيى لقيس في الحكاية المشهورة له مع أحمد وابن المديني في هذه المسألة- وقد سبقت-. وقال ابن عبد الهادي في تعليقته على «العلل» لابن أبي حاتم: (ص: ٩٢) - بعد أن ذكر ما نقل من كلام يحيى في قيس-: (في صحته عنه نظر، ورواية عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى في توثيق قيس أصح) ا. هـ وانظر: «التاريخ» لابن معين برواية الدارمي: (ص: ١٤٤ - رقم: ٤٨٦). (٣) «العلل» لابن أبي حاتم: (١/ ٤٨ - رقم: ١١١). (٤) «سنن الدارقطني»: (١/ ١٤٨ - ١٤٩). (٥) «المجروحون»: (٢/ ٢١١ - ٢١٢).