قالَ أبو سفيانَ: فلما أنْ قضى مقالَتَهُ، [وفَرغً من قراءةِ الكتابِ؛ كَثُرَ عنده الصخَبُ، و] عَلَتْ أصواتُ الذينَ حولَهُ من عظماءِ الروم، وكَثُرَ لَغَطُهُم (٦١)، فلا أدري ماذا قالوا؛ وأمِرَ بنا فأخْرِجْنا، فلما أنْ خَرَجْتُ مع أصحَابي وخَلَوْتُ بهِم؛ قلتُ لهم: لقد أمِرَ (٦٢) أمرُ ابنِ أبي كَبْشةَ؛ هذا مَلِكُ بني الأصفرِ يخافُهُ. قالَ أبو سفيان: واللهِ ما زِلْتُ ذَلِيلاً مُستيقناً بأنَ أمْرَهُ سيظْهَرُ؛ حتى أدخَلَ اللهُ قَلبيَ الإسلامَ وأنا كارِهٌ.
(٦٠) مصدر بمعنى الدعوة؛ كالعافية، وفي الرواية الأخرى:" بدعاية الإسلام"؛ أي: بدعوته، وهي كلمة الشهادة التي يُدْعى إليها أهل المللِ الكافرة. (٥) جمع (أرِيسِي)، وهو منسوب إلى (أرِيس/ بوزن (فعيل)، وقد تقلب همزته ياء كما في الرواية التالية، وهي رواية أبي ذر والأصيلي وغيرهما هنا. يعني: في (بدء الوحي)، كما في" الفتح". (٦١) أي: صياحهم وشغبهم. (٦٢) أي: كَبُرَ وعَظمَ. (٦٣) قال الزهري في رواية أبي نعيم: "لقيته بدمشق زمن عبد الملك بن مروان". قال الحافظ:" وأظنه لم يتحمل عنه ذلك إلا بعد أن أسلم".