أوَّلَ مَن فتَحَهُ، ولا أقولُ لرجلٍ أنْ كانَ عليَّ أميراً: إنَّهُ خيرُ الناسِ؛ بعد شيءٍ سمِعْتُهُ مِن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. قالوا: وما سَمِعْتَهُ يقولُ؟ قال: سمعْتُهُ يقولُ:
"يُجاءُ بالرَّجُلِ يومَ القيامةِ، فيُلْقى في النارِ، فتَنْدَلِقُ أقْتابُهُ في النار (١٧)، فيدورُ كما يدورُ الحمارُ (وفي روايةٍ: فَيَطْحَنُ فيها كَطَحْنِ الحمارِ ٨/ ٩٧) برحاهُ، فيجتمع أهلُ النارِ عليهِ (وفي روايةٍ: فَيُطِيفُ به أهلُ النار)، فيقولونَ: أَيْ فلانُ! ما شأنُكَ؟ أليسَ كنتَ تأمُرُ بالمعروفِ، وتَنْهى عن المنكرِ؟! قالَ:[إني] كنتُ آمُرُكُم بالمعروفِ ولا آتيهِ، وأنهاكُم عن المنكَرِ وآتيهِ".
١٤٠٦ - عن أبي هريرة رضيَ اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
(١٧) (الأقتاب): الأمعاء. و (الاندلاق): الخروج بسرعة. ٦٨٧ - وصله عبد بن حميد عنه. ٦٨٨ - وصله الطبري بسند منقطع عنه. (١٨) يعني: أن المراد بالخيل في قوله عز اسمه: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ}: الفرسان، وبالرجِل: الرجالة؛ أي: بفرسانك ورجالتك؛ إلا أن القراءة عندنا: {ورَجِلِكَ} بكسر الجيم؛ قيل: وهو مفرد بمعنى الجمع، فهو بمعنى المشاة.