(١٤٨) تقدمت هذه القصة (١/ ٤٦) مع اختلاف؛ ففيها هناك أن آية الحجاب نزلت بعد خروج سودة، فجمع الحافظ بينهما بأن المراد بالحجاب الأول غير الحجاب الثاني. والحاصل أن عمر رضي الله عنه وقع في قلبه نفرة من اطلاع الأجانب على الحريم النبوي، حتى صرَّح بقوله له عليه الصلاة والسلام: احجب نساءك، وأكَّد ذلك، إلى أن نزلت آية الحجاب، ثم قصد بعد ذلك أن لا يبدين أشخاصهن أصلًا، ولو كنَّ مستترات، فبالغ في ذلك، فمُنع منه، وأُذن لهن في الخروج لحاجتهن دفعاً للمشقة ورفعاً للحرج.