رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَعَرَفَ استِئْذانَ خديجةَ (١٧)، فارتاعَ لذلكَ، فقالَ:"اللهُم! هالةَ". قالت: فغِرْتُ، فقلتُ: ما تذكُرُ مِن عجوزٍ من عجائِزِ قريش حمراءِ الشِّدقَيْنِ، هَلَكَتْ في الدهرِ، قد أبدَلَكَ الله خيراً منها!
١٦٢٣ - عن عائشة رضيَ اللهُ عنها قالت: جاءَت هندُ بنتُ عتبةَ [بنِ ربيعة ٨/ ١٠٩]؛ قالت: يا رسولَ اللهِ! ما كانَ على ظهرِ الأرضِ مِن أهلِ خِباءٍ أحَبَّ إلي أنْ يَذِلُّوا مِن أهلِ خِبائِكَ، ثم ما أصبحَ اليومَ على ظهرِ الأرضِ أهلُ خِباءٍ أحبُّ إلي أن يَعِزوا مِن أهلِ خِبائِكَ. قالَ:
= و ١٥٠ و ١٥٤) من طرق أخرى عنها نحوه. وزاد في آخره: "قالت: فتمعر وجهه تمعراً ما كنت أراه إلا عند نزول الوحي، أو عند المخيلة، حتى ينظرَ أرحمةٌ أم عذابُ؟ ". وسنده جيد. وفي أخرى: قال: "ما أبدلني الله عزَّ وجلَّ خيراً منها؛ قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عزَّ وجلَّ ولدها إذ حرمني أولاد النساء". سكت عليه الحافظ، وفيه مجالد بن سعيد، وليس بالقوي؛ كما قال في "التقريب". (١٧) أي: صفة استئذانها لمشابهة صوت أختها بصوتها." فارتاع لذلك"؛ أي: فزع وتغير. وفي بعض الروايات: "فارتاح"؛ أي: اهتز لذلك سروراً، فقال: "اللهم! اجعلها هالة". قوله: "حمراء الشدقين": كناية عن سقوط أسنانها، وبدو حمرة لثاتها من الكبر.